147

Amiirrada Bayaan

أمراء البيان

[146_2]

ثوابها. وقال: حق كل ذي مقالة أن يبدأ بحمد الله قبل استفتاحها، كما بدئ بالنعمة قبل استحقاقها. وقال: تعلموا العلم فلأن يذم الزمان لكم، خير من أن يذم بكم. ومن كلامه: العفو الذي يقوم مقام العتق، ما سلم من تعداد السقطات، وخلص من تذكار الزلات. وكتب إلى جعفر بن يحيى:

إذا ما أتى يوم يفرق بيننا ... بموت فكن أنت الذي يتأخر

وقال: الصديق لا يحاسب، والعدو لا يحتسب له، أي لا يعتد به، وقال: من طلب الآخرة طلبته الدنيا حتى توفيه رزقه فيها؛ ومن طلب الدنيا طلبه الموت حتى يخرجه منها. ومن كلامه: كانت زورة فلان أخف من حسوة طائر، ولمعة بارق، وخلسة سارق. وقال: من فضل الجواب على الابتداء، أن الابتداء يوجد في الجواب، ولا يوجد جواب في ابتداء. ومن كلامه: مؤنة المتوقف، أيسر من تكلف المتعسف. وقال: لو عرف الزنجي فضل حاجته إلى ثناياه في إقامة الحروف، وتكميل جميل البيان، لما نزع ثناياه.

قال محمد بن زياد الزيادي البصر: وجدت على سهل بن هارون في بعض الأمر فهجوته فكتب إلي: أما بعد فالسلام على عهدك، وداع ذي ظن بك، في غير مقلية لك، ولا سلوة عنك، بل استسلام للبلوى في أمرك، وإقرار بالمعجزة عن استعطافك، إلى أوان فيأتك، أو يجعل الله لنا دولة من رجعتك والسلام. وكتب في أسفل الكتاب:

إن كنت أخطأت أو أسأت ففي ... عفوك مأوى للفضل والمنن

أتيت ما أستحق من خطأ ... فجد بما تستحق من حسن

وهذا من أعظم مكارم الأخلاق؛ يهجي وهو يسترضي هاجيه.

ومن محاسن تعريضات سهل أنه خاطب بعض الأمراء فقال له: كذبت، فقال: أيها الأمير إن وجه الكذاب لا يقابلك - يعني الأمير بذلك - لأن وجه الإنسان لا

Bogga 146