تتجلى فيها هزيمة الطرواديين، وتأخذ الربة أثينا في تشجيع البطل أخيل غير أن الخطر يحدق به، فتتقدم هيرا وترسل هيفايستوس لإنقاذه من براثن الموت، ثم تأخذ الآلهة في محاربة بعضها البعض الآخر، وبعد ذلك تعود جميعها إلى جبل أوليمبوس، وتترك أبولو وحده، فيتمكن الأخير بمكره وخداعه من مساعدة أهل طروادة وإنقاذهم من الخطر الذي أشرفوا عليه. والظاهر أن هذه الأنشودة قد أضيفت إلى الإلياذة؛ ومن ثم فمن المستطاع حذفها دون أن يؤدي ذلك إلى الإخلال بوحدة الإلياذة أو توازنها أو إنقاص أي شيء مهم عن الشخصيات البارزة المختلفة.
الأنشودة الثانية والعشرون
وهي عن موت البطل هكتور. فيها يعود أخيل ويقترب من أسوار مدينة طروادة، ويتقابل مع البطل هكتور الذي يعتمل في دخيلة نفسه حب منافسة البطل أخيل، ثم يقترب أخيل من هكتور ويظل يقترب رويدا رويدا، إلا أن منظر أخيل كان غاية في الهول والرعب، فيخاف هكتور على نفسه عندما يرى غريمه ويهرب مسرعا، ولكن أخيل يعود وراءه، ويستمر الاثنان في هذا العدو حول أسوار المدينة ثلاث مرات. وأخيرا يزن الإله زوس مصير البطل هكتور في كفة من كفتي الميزان ومصير أخيل في الكفة الأخرى ويوازن بين الكفتين. وأخيرا يصمم زوس على التخلي عن هكتور، ويلقي به إلى الربة أثينا؛ لذلك يفلح أخيل بعد تخلي زوس عن هكتور من قتل هذا الأخير، ونزع الملابس التي كان يرتديها ، ويبدأ في جر الجثة حتى يصل بها إلى الأسطول. أما أهل طروادة وخصوصا أسرة هكتور وهم أبوه بريام وأمه هيكوبا وزوجته أندروماخي فإنهم يبكون عليه بكاء مرا.
الأنشودة الثالثة والعشرون
فيها يحتفل الآخيون بجنازة بتروكلوس، فيشعلون النيران، ويضعون فوقها جثة بتروكلوس، ثم يذبحون الذبائح ويقدمونها للآلهة. وفي هذه الساعة المحزنة الرهيبة يتقدم أخيل ويودع جثة صديقه العزيز الوداع الأخير، وينتظر برهة حتى تنطفئ النار، فيستخرج منها بعد ذلك البقية الباقية لصديقه العزيز، ثم يقيم الشعب الذي ينتمي إليه بتروكلوس وهم جماعة المورميدون
Myrmidones
مقبرة لبتروكلوس مكان النيران المشتعلة، وبعد ذلك تقام المباريات الرياضية وتعين الجوائز الكثيرة للفائزين في هذه الألعاب؛ كسباق العربات، والملاكمة، والمصارعة، والعدو على الأقدام، والنزال بين الجنود المسلحين وبين رماة السهام والأقواس والأقراص.
الأنشودة الرابعة والعشرون
يخيم اليأس على أخيل من فرط حزنه على فقد صديقه العزيز الذي كان يحبه حبا جما؛ لذلك كان يريد أن يشبع غريزة الانتقام المتولدة فيه، فلا يكتفي بقتل هكتور بل يريد أن يمثل بجثته تمثيلا شنيعا؛ لذلك نراه يجر جثة هكتور ويطوف بها مرارا حول مقبرة بتروكلوس، ولكن كبير الآلهة زوس يتدخل من جديد في صالح أهل طروادة، ويأمر أخيل بإعادة جثة هكتور إلى أهله وأبناء عشيرته وإرجاعها إلى أبيه بريام، ثم يبعث الرسل إلى بريام ليبلغه الخبر ويطلب الرسل منه أن يذهب لشراء ما بقي من جثة ابنه، فيذهب بريام متنكرا إلى أخيل دون أن يعلم أهله وعشيرته شيئا عن هذا السعي؛ إذ يذهب بريام بإرشاد هيرميس فيتقابل مع أخيل الذي يوافق أخيرا على أن يسلم الأب جثة ابنه هكتور ويعود بها إلى طروادة. يلي هذا ذلك المنظر المحزن الذي تبكي فيه أسرة هكتور عليه بكاء مرا، فإذا بالنساء وزوجته المخلصة وأمه هيلينا يبكينه بكاء يفتت الأكباد، ثم وصف جنازة هكتور والاحتفال بدفنه احتفالا رهيبا جدا.
إلى هنا تنتهي الإلياذة وينتهي تحليل الإلياذة؛ ولذلك يحسن أن نقف قليلا لنسترجع ما علق بأذهاننا من قراءة الإلياذة.
Bog aan la aqoon