Ciconians
الذين قتلوا عددا من رجاله دفاعا عن أنفسهم من النهب والسلب. وبعد ذلك هبت ريح شمالية عاتية استمرت عدة أيام، فدفعت الأسطول بعيدا إلى بلاد قوم يأكلون اللوتس، وبمجرد رسوهم أرسل أوديسيوس إلى السكان ثلاثة سفراء من رجاله. فاستقبلوهم بكل حفاوة وقدموا إليهم طعاما من اللوتس كان تأثيره عليهم أن أفقدهم كل حنين إلى الأهل والوطن، فلما لاحظ أوديسيوس الخطر المحدق به وبرجاله أمرهم أن يتعلقوا بالسفن ثانية، فأبحروا حيث وصلوا إلى بلاد «الكوكلوبيس»
Cyclopes ، وهم عمالقة ليس لهم إلا عين واحدة، يقطنون المغارات ويرعون الأغنام، فرسا على شاطئهم وخرج هو واثنا عشر رجلا من زملائه الأشداء يجوسون خلال البلاد، فوجدوا كهفا لأحد الكوكلوبيس يدعى بولوفيموس
الذي عندما رآهم في كهفه أمسك باثنين منهم، وطرحهما أرضا وابتلعهما، وحبس البقية في الكهف، ووضع حجرا ضخما على مدخله ليمنع خروجهم، ولكن أوديسيوس تغلب عليه بدهائه، فأعطاه جرعات كبيرة من خمر شديدة التأثير كان قد أحضرها معه. ولما نام من فعل الخمر وضع أوديسيوس قضيبا هائلا في النار حتى استعر، وفقأ به عين بولوفيموس الذي هام على وجهه يصرخ داخل الكهف وهو في سكرة الموت مناديا زملاءه لنجدته، فلما لبوا نداءه وسألوه عما أصابه أجابهم أن نومان
Noman
يقتله (ومعنى نومان «لا أحد») إذ كان أوديسيوس أخبره بأن اسمه «نومان» فتركوه وانصرفوا قائلين إذا كان لا أحد يقتلك فلا بد وأن يكون ذلك فعل الآلهة، وهذه هي النهاية آتية من عند زوس.
ولما قاد بولوفيموس الأعمى أغنامه في الصباح، ربط أوديسيوس زملاءه تحت بطونها وهرب هو شخصيا بأن اختبأ تحت جسم كبش كبير، وبذلك أفلت هو وزملاؤه من العملاق الذي كان يتحسس ظهور جميع الأغنام وهي خارجة من باب الكهف.
ولما ركبوا سفنهم أخذوا يجدفون بسرعة، ولكن أوديسيوس لم يطق كتمان شخصيته عن العملاق فنادى بأعلى صوته وأعلن اسمه الحقيقي للعملاق، فتميز الكوكلوب من شدة الغيظ، وألقى بصخرة هائلة نحو السفينة فأخطأها.
لعنة الكوكلوب تنزل على أوديسيوس
بوسايدون (إله البحر).
Bog aan la aqoon