Udaba Carab Fi Jahiliyya Wa Sadr Islam
أدباء العرب في الجاهلية وصدر الإسلام
Noocyada
وصار الليل مشتملا علينا
كأن الليل ليس له نهار
وللمهلهل أسلوب خاص في رثائه وتفجعه تظهر فيه تعابيره الشخصية، فهو إذا ألح عليه الحزن صعد الزفرات مكررة، وبدا لك منه غلو في تهديده بني بكر، وضربه عليهم معجزات الشروط ليرضى بمصالحتهم، ولعل الرواة استغلوا هذه الخاصة في الشاعر فأضافوا إليه ما ليس له؛ لأننا نقرأ في أشعاره أبياتا كثيرة فيها إسفاف وابتذال لا يصح نسبتهما إليه مهما بلغ شعره من اللين والهلهلة. وهذا ما جعل الرواة يزعمون أن الاضطراب والاختلاف من صفات شعر المهلهل، قال ابن سلام: «وإنما سمي مهلهلا لهلهلة شعره كهلهلة الثوب، وهو اضطرابه واختلافه. من ذلك قول النابغة: ... ... ... ...
أتاك بقول هلهل النسج كاذب»
ومن غلوه الفاحش قوله:
ولولا الريح أسمع من بحجر
صليل البيض تقرع بالذكور
6
وقد قيل إنه أكذب بيت قالته العرب، وبين حجر، وهي قصبة اليمامة، ومكان الواقعة عشرة أيام. (2-6) منزلته
وجملة القول أن المهلهل شاعر العاطفة في رثائه وتفجعاته المتصاعدة تكرارا، شاعر الغلو في تهديده وادعائه، وهو يمثل أحسن تمثيل رقة الشعر في قبائل ربيعة، وتأثير الإقليم والنشأة وعيشة الترف في البدوي، وما للعوامل النفسانية حزنا أو سرورا من أثر في العاطفة، وفي الشعر الذي يستقطر من تلك العاطفة، ويعد من الطبقة الثانية في شعراء الجاهلية. (3) المعلقات
Bog aan la aqoon