Udaba Carab Fi Jahiliyya Wa Sadr Islam
أدباء العرب في الجاهلية وصدر الإسلام
Noocyada
المراد بالعرب البائدة القبائل التي محتها الحروب كطسم وجديس، أو أهلكها الله بغضب منه كعاد وثمود. ولا نعلم عن هذه القبائل إلا أخبارا موجزة ذكرها القرآن، وأساطير مستملحة وشاها الرواة: منها أن طسما كانت تسكن البحرين، وأن جديسا كانت تسكن اليمامة، وكان على طسم ملك غاشم يقال له عملاق، فغلب على جديس، واستبد بها، وهتك حرمة نسائها. فثارت جديس على طسم، وبطشت بها وهي غافلة في وليمة أهدتها إليها، ونجا طسمي فلجأ إلى اليمن واستغاث تبع حسان، فأمده بجيش من قحطان فأفنى جديسا.
ومنها أن عادا كانت تسكن حضرموت، فبغت في الأرض وعبدت الأصنام؛ فبعث الله إليهم نبيا اسمه هود ليصلح فسادهم، فكذبوه، فدعا عليهم، فاحتبس المطر عنهم ثلاث سنوات، وأمحلت الأرض، فأوفدوا إلى مكة نفرا يستسقون لهم، فأرسل الله عليهم ريحا عاتية فلم تبق منهم أحدا.
ومنها أن ثمود كانت تسكن الحجر من وادي القرى، فسخرت بنبيها صالح، وأبت أن تطيعه أو يصنع لها معجزة. فأخرج من الصخر ناقة وفصيلها، وأوصاهم ألا يمسوها بسوء، فاجترأ أحدهم - قدار الأحمر - وعقرها؛ فغضب الله على ثمود كما غضب على عاد، فأبادهم بالزلزال، وضرب المثل بشؤم عاقر الناقة؛ أحمر ثمود.
ولم تخل أساطير العرب البائدة من الشعر، ولكنه منحول وضعه الرواة تزيينا لأقاصيصهم فما يصح التعويل عليه. (2-2) العرب القحطانية
نزلت العرب القحطانية في الجنوب، واتخذت اليمن موطنا لها. وقيل إن أول من نزلها يعرب بن قحطان وأولاده، وتزعم الرواية العربية أنه أول من نطق باللسان العربي، وأول من جعلت له التحايا الملوكية. قال حسان بن ثابت:
تعلمتم من منطق الشيخ يعرب
أبينا، فصرتم معربين ذوي نفر
5
وكنتم قديما ما لكم غير عجمة
كلام. وكنتم كالبهائم في القفر
Bog aan la aqoon