Udaba Carab Fi Jahiliyya Wa Sadr Islam
أدباء العرب في الجاهلية وصدر الإسلام
Noocyada
جفن من الغربيب خالص لونه
كدم الذبيح إذا يشن، مشعشع
57
ونوهوا بطعمها ورائحتها وقدم عهدها، فهي تلذع اللسان، وتنفح كالمسك، وتسل غمامة المزكوم، وأحاطوا بأوصاف الحانة وما فيها من زقاق ودنان وأباريق وكئوس، كما وصفوا النديم والساقية وطاقات الرياحين وما يصيبون من الشواء على الشراب. وعند الأعشى شيء كثير من ذلك. ولعبدة بن الطبيب قصيدة في «المفضليات» ذكر فيها مجلس لهوه بإسهاب جميل، فأخبر أنه غدا إلى التاجر عند الصباح، وقرن الشمس منفتق، والديك يصيح داعيا أسرته. يرافقه صديق كريم محب للذات، فاتكآ على فرش نقشت فيها صور دجاج وأسود. وكانا في كعبة
58
يضيئها مصباح، ولديهما دن مقطوع الرأس، وإبريق مبرد بمزاج الماء، معقود على قلته إكليل من الريحان، وجرة ضخمة مثقوبة، وقطعة من كبش مشكوكة في سفود، يسعى بها خادم نشيط منتطق، وفوق الخوان التوابل من الخل والأبازير. فاصطبحا كميتا من طيب الراح صرفا مزاجا، وغنت لهما آنسة جيداء، حسنة الصوت، في شعر جميل الوشي، فأطربتهما، فخلعا عليها ما يرتديان من البرود والسرابيل.
ويشربونها مبردة بريح الشمال، صرفا أو ممزوجة بالماء، أو بالعسل والماء. قال حسان بن ثابت:
كأن سبيئة، من بيت رأس
يكون مزاجها عسل وماء
59
Bog aan la aqoon