Qoraayaasha Carabta ee Cusmaaniyiinta
أدباء العرب في الأعصر العباسية
Noocyada
10
ولكنه لم يسلم بل مات على مجوسيته، وكان له ولاء في آل الأهتم، وهم أهل فصاحة وبيان، وولد ابنه روزبة، ونشأ في البصرة مجوسيا مستعربا مثله، والبصرة يومئذ كعبة العلم والأدب، وفيها المربد عكاظ الإسلام، فلما مات المقفع أخذ الولد يتكسب بصناعة والده، فكتب وهو في العشرين من سنيه أو نيف عليها لداود بن هبيرة. وأبو داود هو يزيد بن عمر بن هبيرة والي العراقين من قبل مروان بن محمد آخر خلفاء أمية.
ولما انتقل الملك إلى العباسيين اتصل ابن المقفع بسليمان وعيسى وإسماعيل أبناء علي بن عبد الله بن عباس، وأعمام السفاح والمنصور، فكتب لعيسى أيام ولايته على كرمان، وجعله إسماعيل والي الأهواز ثم الموصل مؤدبا لبعض بنيه، ثم كتب لسليمان وهو أمير على البصرة، وترجم للمنصور في أثناء ذلك عدة كتب، ولكنه لم يتصل به، بل لبث منقطعا إلى أعمامه حتى مات.
موته
كان عبد الله بن علي عم المنصور واليا على الشام، فخرج على ابن أخيه سنة 137ه/754م، وطلب الخلافة لنفسه، فأرسل عليه المنصور جيشا مقدمه أبو مسلم الخراساني، فانتصر أبو مسلم وهرب عبد الله إلى البصرة، ونزل على أخيه سليمان واستتر عنده، ثم إن المنصور عزل سليمان عن البصرة سنة 139ه/756م، وولى مكانه سفيان بن معاوية من آل المهلب.
ولبث عبد الله مستخفيا عند أخويه سليمان وعيسى، فطلبه المنصور منهما، فأبيا تسليمه إلا بأمان يمليان شروطه؛ فرضي المنصور بذلك، فتقدما إلى كاتبهما ابن المقفع بأن يكتب الأمان، ويبالغ فيه كي لا يغدر المنصور بعمه، فكتبه ابن المقفع وشدد فيه حتى قال في جملة فصوله: «ومتى غدر أمير المؤمنين بعمه عبد الله بن علي، فنساؤه طوالق، ودوابه حبس،
11
وعبيده أحرار، والمسلمون في حل من بيعته.»
12
فعظم ذلك على المنصور، ولا سيما أمر البيعة، وغضب على ابن المقفع؛ فأوعز بقتله إلى سفيان بن معاوية والي البصرة.
Bog aan la aqoon