302

Qoraayaasha Carabta ee Cusmaaniyiinta

أدباء العرب في الأعصر العباسية

Noocyada

وجعل راوية مقاماته الحارث بن همام، وهو رجل خيالي أخذه من حديث: «كلكم حارث وكلكم همام.»

7

ولم يسلم من اتهام الناس له، وإنكارهم عليه مقاماته، فقد ذكر ابن خلكان أنه رأى في بعض المجاميع أن الحريري عمل أربعين مقامة، وحملها من البصرة إلى بغداد، وادعاها فلم يصدقه في ذلك جماعة من أدباء بغداد. وقالوا إنها ليست من تصنيفه، بل هي لرجل مغربي من أهل البلاغة. مات بالبصرة، ووقعت أوراقه إليه، فادعاها، فاستدعاه الوزير إلى الديوان، وسأله عن صناعته، فقال: «أنا رجل منشئ.» فاقترح عليه إنشاء رسالة في واقعة عينها، فانفرد في ناحية من الديوان، وأخذ الدواة والورقة، ومكث زمانا كثيرا، فلم يفتح الله عليه بشيء من ذلك، فقام خجلان، فلما رجع إلى بلده عمل عشر مقامات أخر، وسيرهن، واعتذر من عيه وحصره في الديوان بما لحقه من المهابة. وكان في جملة من أنكر دعواه علي بن أفلح الشاعر، وقد قال فيه:

شيخ لنا من ربيعة الفرس

ينتف عثنونه من الهوس

8

أنطقه الله بالمشان كما

بلاه وسط الديوان بالخرس

على أن المقامات الخمسين ثابتة للحريري، ولا وجه للشك في نسبها إليه. (2-2) ميزته

لا يذكر الحريري إلا كانت مقاماته أسبق آثاره إلى الأذهان؛ لأن بها قامت ميزته ومنزلته، فإليها نستند في كلامنا عليه، وإظهار خصائصه في هذا الفن من الإنشاء.

Bog aan la aqoon