Qoraayaasha Carabta ee Cusmaaniyiinta
أدباء العرب في الأعصر العباسية
Noocyada
آثاره
لبديع الزمان ديوان طبع في مصر، وشعره مختلف المذهب، فآنا يجري مع الطبع ويخلو من التكلف، كقصيدته التي رد بها على الشاعر الشعوبي، وآنا تظهر عليه الصنعة وتكثر فيه المحسنات اللفظية والمعنوية كسائر شعر عصره.
وله في النثر مجموعة رسائل نشرتها المطبعة الكاثوليكية في بيروت، وشرح غريبها الشيخ إبراهيم الأحدب الطرابلسي. ومجموعة مقامات فيها اثنتان وخمسون مقامة، تولى شرحها الشيخ محمد عبده المصري، ونشرتها المطبعة الكاثوليكية في بيروت، إلا المقامة الشامية فقد تركت لما فيها مما ينافي الأدب، وكذلك أغفلت بعض جمل وألفاظ من مقامات أخرى. ويستفاد من رسائل البديع وأقوال المؤرخين أن أصل المقامات أربعمائة، فعبثت بها أيدي الدهر، فما أبقت إلا على أقلها. (3-2) ميزته
لا تقوم ميزة البديع على شعره، فإنه وإن يكن له فيه أشياء حسنة، فآثاره في النثر أبلغ وأسمى، وبها طار ذكره، وخلد على كرور الليالي، فعلى هذه الآثار من رسائل ومقامات نعتمد في كلامنا عليه لنجلو تلك الميزة التي بوأته أعلى درجات الأدب.
رسائله
تتوزع رسائل البديع على أغراض مختلفة كالسؤال والشكوى والعتاب، والاعتذار، والاسترضاء، والمدح والتهنئة. ويعرض في أكثرها لشئونه الخاصة، فمن ظلامة يبسطها، وشكاية يرفعها، وحاجة يشرحها. وله على خصومه حملات منكرات، فيصورهم تصويرا دقيقا ملؤه السخر والنكاية، ويطعن عليهم في غير رفق ولا هوادة، فما يذكر لهم صفة إلا قبحها وشيمة إلا رذلها. وتحفل رسائله بالآيات والأمثال، والإشارات التاريخية، والاستشهادات الشعرية. ويستهلها على الغالب بالبسملة فالحمدلة، ويدخل عليها الدعاء. وهي في أكثرها قصيرة بليغة الأداء، وإذا طالت في أحوال مخصوصة، لا تفرط في الطول.
وكان يكاتب الأمراء والوزراء والقضاة والشيوخ وغيرهم، ومن أبلغ رسائله ما كتبه إلى أبي العباس الإسفرائيني وزير الأمير محمود بن سبكتكين
14
بعد فتح بهاضية من بلاد الهند؛ فقد استهل رسالته بذكر ما للأمير من الفتوح العظيمة في مختلف الأمصار، وما له من جهاد في سبيل الله والإسلام. ثم فرغ إلى التنويه بفتح الهند، فدخل إليه مدخلا حسنا بقوله: «وسنذكر من حديث الهند وبلادها.» وراح يصف طبيعة البلاد، حرها وقرها، وعقباتها وأنهارها، حتى إذا بالغ في التصوير والتهويل انتقل انتقالا حسن الاتساق، فقال: «حتى إذا خرقت هذه الحجب خلص إلى عدد ...» وطفق يطنب في ذكر عدد سكانها، ويصف شدة بأسهم، وغلاظة أكبادهم، وتأبد أخلاقهم وعاداتهم، فما إن انتهى من أوصافه حتى ظهرت الهند في مناعة الشمس، وإذا به يوجز فيقول: «زحم الأمير السيد، أدام الله ظله، هذه الأهوال بمنكبه.» وكأنه اطمأن إلى نجاحه في تعظيم الفتح، فلم يذكر شيئا عن الحرب، ولا عن جيوش الأمير الغازي، بل اقتصر على أن جعل الفضل للأمير بعون الله، وذكر الغنائم التي غنمها في عودته.
مقاماته: التعريف بالمقامات
Bog aan la aqoon