244

Qoraayaasha Carabta ee Cusmaaniyiinta

أدباء العرب في الأعصر العباسية

Noocyada

يهدم ومن لا يظلم الناس يظلم

ثم جاء الإسلام قائما على الجهاد، فلم يجد الشاعر المسلم غير القوة عتادا، فبشر بها وأشاد بذكرها. والمتنبي أحد أولئك المبشرين الذين رفعوا للقوة هيكلا عالي الدعائم. ويختلف عن غيره في أنه كان يبني فلسفته على مشاعر نفسه ورغباتها، فهو لم يعظم القوة إلا لأنه أحبها، وجاهد في سبيلها، ولم ير للحياة معنى إلا بها.

وقد يحب الإنسان القوة ويعظمها، ولكنه يرحم الضعف ويعطف عليه. وأما المتنبي فقد ازدرى الضعيف، وسخر منه، وتنادر عليه:

وإذا ما خلا الجبان بأرض

طلب الطعن وحده والنزالا

ونحن نشرع الآن في تحليل فلسفته، وعرضها على حياته وحالة عصره، لنستخرج منها هذين العنصرين المتضادين ألا وهما: تعظيم القوة، وتحقير الضعف، ونصل إلى الغاية التي يرمي إليها شاعرنا؛ وهي المجد.

ذم الزمان وأهيله

أوتي أبو الطيب نفسا جبارة تسامت به إلى أرفع الدرجات، فخالفتها الأقدار، فأخفقت مرارا، فأفضى بها الإخفاق المتتابع إلى التشاؤم بالزمان وأهله. وقد تشاءم بأهل زمانه لأنه رأى فيهم أعداء وحسادا يكايدونه، ويعكسون آماله، ويخضدون شوكته. ورأى فيهم أيضا من ساعده الحظ ، فبلغ أعلى الرتب، وهو عنده لا يستحق هذا المقام، فكره زمانه، وأشار إليه بذا تحقيرا:

أريد من زمني ذا أن يبلغني

ما ليس يبلغه من نفسه الزمن

Bog aan la aqoon