240

Qoraayaasha Carabta ee Cusmaaniyiinta

أدباء العرب في الأعصر العباسية

Noocyada

وكيف لا يحسد امرؤ علم

له على كل هامة قدم؟

46

فمهما يقل من مديح في الأمير لا يبلغ به مبلغ هذا البيت الذي وضع فيه قدمه على الرءوس غير مستثن رأس ممدوحه. أوليس عجيبا أن يدخل الشاعر على سيف الدولة معاتبا مسترضيا فيخاطبه بقوله:

سيعلم الجمع ممن ضم مجلسنا

بأنني خير من تسعى به قدم

وغير ذلك من أبيات كلها صلف وتعريض. ثم يرضى عنه سيف الدولة ويدنيه ويجيزه، مع أن أبا الطيب لم يقل له كلمة لينة إلا أردف معها كلمات عنيفة، فقد جاءه من عل وملأ مسامعه وناظريه كبرا وتعجرفا، وفتن الأمير بقوة شعره، فاغتفر له سيئاته، وتغافل عما نعت به نفسه من أوصاف لم تنعت بمثلها الملوك.

ومفاخر المتنبي تتناول حينا آباءه، وأحيانا نفسه. وهو إذا افتخر بآبائه يجمل القول فما يعدد لهم مآثر، ولا يذكر لهم أياما، ولا يتباهى بأسمائهم، وإنما يقول:

ولو لم تكوني بنت أكرم والد

لكان أباك الضخم كونك لي أما

Bog aan la aqoon