213

Qoraayaasha Carabta ee Cusmaaniyiinta

أدباء العرب في الأعصر العباسية

Noocyada

وأفاض عليه سيف الدولة وافر النعم، فكان يعطيه كل سنة ثلاثة آلاف دينار على ثلاث قصائد ما عدا غيرها من نوافل الأعطيات والخيل والجواري والضيع، حتى بلغ ما ناله في مدة أربع سنوات خمسة وثلاثين ألف دينار. وهي ثروة لا تقل عما كان يربحه فحول الشعراء في الأعصر المتقدمة؛ لأن الذهب في عصر المتنبي كان غاليا لتوزعه في الممالك المستقلة بعدما كان محصورا في مملكة واحدة، ثم لتتابع الحروب والثورات والفتن، فلا غرو أن يشعر أبو الطيب بلذة الغنى، وينزع عن شكوى الفقر، والتطواف للتكسب، ويخاطب سيف الدولة بقوله:

تركت السرى خلفي لمن قل ماله

وأنعلت أفراسي بنعماك عسجدا

12

ولكن نفسه الجبارة ظلت تطمع في شيء أعظم، فكان يشير إليه ولا يصرح به:

أهم بشيء والليالي كأنها

تطاردني عن كونه، وأطارد

13

وكان به غلظة واستكبار، فرفع رأسه تغطرسا، وصعر خده للناس، فمقته الشعراء والأدباء لكبريائه، وحسدوه على نعمته ورقة حواشي عيشه؛ فراحوا يكيدونه ويرمونه بكل نقيصة، ويعيرونه أصله، ويعيبون شعره، ويغلظون قلب الأمير عليه. ولم تخف على المتنبي قوة خصومه، فلم يخم عنهم بل قاومهم بعنف واحتقار. وإذا رأى من سيف الدولة ميلا إليهم عاتبه واستنجده عليهم:

أزل حسد الحساد عني بكبتهم

Bog aan la aqoon