Qoraayaasha Carabta ee Cusmaaniyiinta
أدباء العرب في الأعصر العباسية
Noocyada
أبدا أقطع البلاد ونجمي
في نحوس وهمتي في سعود
ويقول أيضا:
لسري لباسه خشن القطن
ومروي مرو لبس القرود
11
ثم حظي عند بعض الأمراء أمثال آل تنوخ في اللاذقية، وبدر بن عمار في طبرية، والحسن بن طغج في الرملة. وأتيح له شيء من الشهرة حتى أصبح ذوو الوجاهة يتعرضون له ليمدحهم فعل ابن كيغلغ وكان يومئذ على طرابلس، بعدما كان في حمص فمر به أبو الطيب ووجهته أنطاكية، فسأله أن يمدحه، فماطله أبو الطيب وكان يرجو الاتصال بسيف الدولة، فكيف يمدح عاملا لعدوه الإخشيد، وهو إلى ذلك لم ينس أن الرجل لم يطلقه من السجن إلا بعدما أدنفه المرض. وما زال يماطله حتى تسنى له الهرب بعد أربعين يوما، فهجاه بقصيدته الشهيرة التي أولها: «لهوى النفوس سريرة لا تعلم.» ومثله طاهر بن الحسين العلوي في الرملة، فإنه كان يشتهي أن يمدح بشعر أبي الطيب، وشاعرنا يأبى أن يمدحه حتى ألح عليه الأمير أبو محمد الحسن بن طغج، وضمن له عند العلوي مئات من الدنانير، ففعل أبو الطيب، ولما دخل على طاهر لينشده شعره فيه نزل طاهر عن سريره، والتقاه مسلما عليه، ثم أخذه بيده، فأجلسه في المرتبة التي كان فيها، وجلس هو بين يديه.
على أن حظوته عند هؤلاء الأمراء لم تغنه من فقر، ولم تحل دون تذمره على الدهر، وشكواه كساد الشعر. وقد أورثته مع ضآلتها أعداء وحسادا فكانوا يكايدونه شأن ابن كروس الأعور نديم بدر بن عمار، وكان هو يهجوهم ويذود عن نفسه. وما زال كذلك دأبه بين خمول وشهرة، وهبوط وارتفاع، وفقر وغنى، حتى ورد أنطاكية وعليها أبو العشائر الحمداني من قبل نسيبه سيف الدولة، فاتصل به ومدحه بعدة قصائد، فأكرمه أبو العشائر وأحسن مثواه.
اتصاله بسيف الدولة
وكان سبب اتصاله بسيف الدولة أن ملك حلب قدم أنطاكية سنة 337ه/948م، فاستقبله أبو العشائر، وقدم إليه المتنبي وعرفه منزلته في الشعر والأدب وأثنى عليه، فحمله معه إلى حلب، واشترط عليه أبو الطيب ألا ينشده واقفا وألا يكلف تقبيل الأرض بين يديه، فدخل سيف الدولة تحت شرطه، ومالت نفسه إليه وأحبه، فسلمه إلى الرواض، فعلموه الفروسية والطراد والمثاقفة، فكان يصحبه في غزواته، ويشهد معه المعارك، ويصفها بشعره.
Bog aan la aqoon