207

Qoraayaasha Carabta ee Cusmaaniyiinta

أدباء العرب في الأعصر العباسية

Noocyada

فعارضه خط استواء وخاله

به نقطة والخد شكل مثلث

وقول أبي الفتح البستي:

وقد يلبس المرء خز الثياب

ومن دونها حالة مضنيه

2

كمن يكتسي خده حمرة

وعلته ورم بالريه

وأفرط الشعراء في ذكر الألفاظ القبيحة، ووصف معارض الفحش؛ فشأوا من تقدمهم، وأربوا عليهم في الإقبال على اللذات، والاستغراق في الشهوات. وقادهم ذلك إلى الإزراء بالدين، فخفت أسماء الأنبياء وكتبهم على ألسنتهم. وكان لانتشار الدعوات الباطنية، والطرق الصوفية، والآراء الفلسفية يد في دفع الشعراء إلى الاجتراء على الدين والأنبياء المرسلين. وغلب الغلو المسترذل على مدائحهم؛ لأن تنافس الدول المستقلة جعل أمراءها يستعذبون كل إطراء كاذب؛ لكى يمدح كل واحد منهم بأحسن مما مدح به غيره؛ فأسرف الشعراء في أقوالهم، وأغرقوا في طلب المحال، فوضعوا ممدوحيهم في مقام الرسل حينا، وفي مقام الإله آخر، وأضافوا إليهم غرائب المعجزات، وأسطع الآيات، فجاء شعرهم من هذا القبيل كثير الغثاء بغيضا ممقوتا. (1-9) لغة الشعر

كان من تعدد حواضر الشعر أن ظهر شعراء في الأمصار العجمية حيث الرطانة غالبة، والبلاغة مهزومة؛ فجاء شعرهم ضعيف البيان منحدرا إلى الركاكة، وسرى هذا الداء إلى العراق لغلبة العناصر الفارسية والتركية على أهله إلا بغداد قرارة العلم، وكعبة رجاله، ومحط رحال الأعراب، فإن شعراءها احتفظوا ببلاغتهم، وحسن بيانهم، فنبغ فيهم أمثال الشريف الرضي، ومهيار الديلمي، وابن نباتة السعدي، والسلامي وغيرهم.

Bog aan la aqoon