Qoraayaasha Carabta ee Cusmaaniyiinta
أدباء العرب في الأعصر العباسية
Noocyada
قضي الحق والدنانير فضل
15
فهذه عاطفة طيبة لا تدل على خساسة ودناءة.
ومن صفاته أنه كان شديد الغرور بشعره، كثير الاعتداد بنفسه حتى ليتبغض في إنشاده زهوا وإعجابا، فقد روي أنه كان إذا أنشد أخذ يتشادق ويتزاور
16
في مشيته مرة جانبا ومرة القهقرى. ويهز برأسه مرة وبمنكبه أخرى. ويشير بكمه، ويقف عند كل بيت ويقول: «أحسنت والله!» ثم يقبل على المستمعين، فيقول: «ما لكم لا تقولون لي أحسنت! هذا والله ما لا يحسن أحد أن يقول مثله!» على أن ذلك لا يعني أن البحتري كان ثقيل الظل مقيتا، فشعره يدل على خفة روح ولطف ودعابة.
ويجمع الرواة في شاعرنا صفتين متناقضتين وهما الوفاء والخيانة ، ومن الغريب أن يجتمع النقيضان في واحد فيكون تارة برا وفيا، وطورا غدارا خئونا، فبينا نسمع المرزباني يقول في موشحه إنه لم ير أقل وفاء من البحتري لأنه هجا أربعين رئيسا ممن مدحهم، ونقل نحوا من عشرين قصيدة من مدائحه لجماعة توفر حظه منهم عليها إلى مدح غيرهم، وأمات أسماء من مدحه أولا، نرى صاحب الأغاني يحدثنا بوفائه لأستاذه فإذا هو يرد على من يقول له: أنت أشعر من أبي تمام: «كلا والله إن أبا تمام للرئيس والأستاذ. والله ما أكلت الخبز إلا به.» ويحدثنا بوفائه لأبي سعيد الطائي وابنه واختصاصه بهما حتى إنه رثاهما بعد مقتلهما فكانت مراثيه فيهما أجود من مدائحه. ولنا أيضا بينة على وفائه قصيدته التي رثى بها المتوكل وهجا المنتصر
17
وهدده بالقتل فعرض نفسه لسخطة كادت تودي بحياته، ولو لم يشفع له أحمد بن الخصيب - وزير المنتصر - ويسترضي الخليفة الجديد، لما عفا عنه وأجازه على قصيدة مدحه بها وأوصلها إليه الوزير. ولكن البحتري كافأ ابن الخصيب شر مكافأة يوم نكبة المستعين،
18
Bog aan la aqoon