وينبغى أن نأخذ هذه المواضع ̵ما أمكن ̵أخذا كليا فى الأكثر والأعظم، وذلك أنها إذا أخذت على هذا الوجه كانت نافعة فى أشياء كثيرة. وقد يمكن أن نجعل بعض هذه المواضع التى وصفنا أكثر عموما متى غيرنا تسميتها قليلا — مثال ذلك أن ما كان بالطبع بحال ما، فهو بهذه الحال أكثر مما ليس هو بالطبع بها. — وإن كان واحد يفعل وآخر لا يفعل، فإن الذى له ذلك الشىء الذى يخص هو بهذه الحال فى وقت ما إذا كان يفعل، أكثر من الذى لا يفعل. فإن كان كلاهما يفعل، فإن الذى يفعل أكثر هو بهذه الحال أكثر. — وأيضا إن كان شىء واحد بعينه هذا بهذه الحال أكثر منه، وهذا بهذه أقل منه، وإن كان هذا من الذى هو بهذه الحال أكثر بهذه الحال، وكان هذا بهذه الحال ليس بأكثر من الذى هو بهذه الحال، فمن البين أن الأول بهذه الحال أكثر.
وأيضا من الزيادة إن كان ما زيد على شىء واحد بعينه يجعل الجملة أكثر بهذه الحال، أو إن كان ما زيد على ما هو بهذه الحال أقل، يجعل الجملة بهذه الحال أكثر. وعلى هذا المثال أيضا من النقصان، وذلك أن الشىء الذى إذا نقص صار الباقى منه بهذه الحال أقل، هو بهذه الحال أكثر. والأشياء التى هى أقل مخالطة للأضداد هى بهذه الحال أكثر — مثال ذلك أن الشىء يكون أشد بياضا إذا كان أقل مخالطة للأسود.
وأيضا مما هو غير ما وصفنا أولا ما كان يقبل القول الذى يخص الموضوع أكثر، مثال ذلك أنه إن كان قول الأبيض هو أنه لون مفرق للبصر، والذى هو أشد بياضا هو اللون الذى يفرق البصر أكثر.
Bogga 546