وكذلك ينبغى أن ننظر أيضا فيما يقال فيه إنه فى شىء من الأشياء وفى وقت من الأوقات وفى موضع من المواضع. وذلك أن الشىء الذى هو ممكن فى شىء من الأشياء، قد يكون ممكنا على الإطلاق. وكذلك الحال فيما يوجد فى وقت من الأوقات وموضع من المواضع. فإن ما هو ممتنع على الإطلاق، فليس يمكن أن يوجد فى شىء من الأشياء ولا فى وقت من الأوقات ولا فى موضع من المواضع. وعناد هذا القول هو أنه قد يوجد أفاضل بالطبع فى شىء من الأشياء بمنزلة أسخياء أو أعفاء، وليس هم أفاضل بالطبع على الإطلاق. وذلك أنه ليس يوجد أحد أديبا بالطبع. وكذلك قد يمكن فى وقت من الأوقات ألا يفسد شىء من الأشياء الفاسدة، وليس يمكن ألا يفسد على الإطلاق. وكذلك أيضا قد ينتفع باستعمال صنف من التدبير فى موضع من المواضع الممرضة، أعنى فى المواضع الوبئة، وليس ينتفع به على الإطلاق.
Bogga 530