وأيضا كل من قال شيئا من الأشياء — أى شىء كان — فقد قال بوجه من الوجوه أشياء كثيرة، لأن كل واحد من الأشياء من الاضطرار له لوازم كثيرة، مثال ذلك أن من قال إنسانا موجودا فقد قال إن حيوانا موجود، وإن متنفسا موجود، وإن قابلا للعلم موجود، وإن ذا رجلين موجود. فأى شىء من اللوازم إذا ارتفع، ارتفع معه أيضا الأمر الأول. وينبغى أن نتوقى إبدال الشىء بالشىء الأصعب، فإنه فى بعض الأوقات قد يكون فسخ الشىء اللازم أسهل، وفى بعض الأوقات الموضوع نفسه.
[chapter 24: II 6] 〈مواضع أخر〉
والأشياء التى يجب ضرورة أن يكون أحد الأمرين فقط موجودا لها (بمنزلة وجود المرض أو الصحة للإنسان)، فإن تهيأ لنا أن نقول فى أحدها إنه موجود أو غير موجود، فإن ذلك يتهيأ أيضا فى الباقى. وهذا المعنى ينعكس على الأمرين جميعا. وذلك أنا إذا بينا أن أحدهما موجود، نكون قد بينا أن الباقى غير موجود. وإن نحن بينا أن أحدهما غير موجود، نكون قد بينا أن الآخر موجود. فمن البين أن هذا الموضع نافع فى كليهما.
Bogga 516