Tupiqa li-Aristutalis
طوپيقا لأرسطوطاليس
Noocyada
وينبغى أن ننظر إذا كان أحد شيئين يقال إنه أحق بأن يكون شيئا من الأشياء — أى شىء كان —، إن كان الشىء الآخر منهما يقال إنه أحق بأن يكون ذلك الشىء، كما يبين كسانوقراطيس أن العمر الناسك والعمر الفاضل شىء واحد، لأن العمر الناسك والعمر الفاضل آثر من كل عمر، وذلك أن الآثر والأعظم واحد. وعلى هذا المثال يجرى الأمر فى سائر ما أشبه هذا. — وينبغى أن يكون كل واحد من الموصوفين بأنه آثر وأعظم واحدا بالعدد، وإلا لم يكن الأمر بينا فى أنهما شىء واحد. وذلك أنه ليس من الاضطرار إن كان أهل فالوفونيسس وأهل لاقادامونيا أشجع من اليونانيين أن يكون أهل فالوفونيسس وأهل لاقادامونيا شيئا واحدا، لأن فالوفونيسس ولاقادامونيا ليسا هما واحدا بالعدد، لكن يجب ضرورة أن يكون أحدهما يحوى الآخر، كما يحوى أهل فالوفونيسس لأهل لاقادامونيا، وإلا لزم أن يكون بعضهم أفضل من بعض، إذا لم يكن أحد الفريقين يحوى الآخر. وذلك أنه ليس من الواجب ضرورة أن يكون أهل فالوفونيسس أفضل من أهل لاقادامونيا إن كان ليس يحوى فريق منهم الآخر، لأنهم أفضل من الباقين كلهم. وعلى ذلك المثال يجب ضرورة أن يكون أهل لاقادامونيا أفضل من أهل فالوفونيسس، لأن هؤلاء أفضل من الباقين كلهم، فيصير إذن بعضهم أفضل من بعض. فمن البين أنه ينبغى أن يكون ما يوصف بأنه أفضل وأعظم واحدا بالعدد إن عزم على أن يبين فى شىء أنه واحد بعينه. فلذلك لم يبين قسانقراطيس ما أراد أن يبينه، لأن العمر الناسك والعمر الفاضل ليسا هما واحدا بالعدد. فليس من الاضطرار أن يكونا واحدا بعينه، لأن كليهما يؤثر حدا، ولكن أحدهما يحوى الآخر.
وينبغى أن ينظر أيضا إن كان الشىء الذى هو، وأحدهما واحد بعينه، شىء واحد، فمن البين أن ولا واحد منهما مع الآخر شىء واحد.
وأيضا أن ينظر من الأعراض التى تلزم هذه ، والأشياء التى إياها تلزم هذه. وذلك أن جميع الأشياء التى تلزم واحدا منهما، فقد ينبغى أن يكون يلزم الآخر منهما. فإن اختلف شىء من هذه، فمن البين أنها ليست شيئا واحدا.
وينظر إن كان ليس كلاهما فى جنس واحد من المقولات، لكن هذا دال على جوهر، وهذا على كيف، وهذا على كم، أو مضاف. — وينظر أيضا إن كان جنس كل واحد منهما ليس واحدا بعينه، لكن هذا خير وهذا شر، وهذا فضيلة وهذا علم؛ أو إن كان الجنس واحدا بعينه ولم تكن فصول واحدة بأعيانها تحمل على كل واحد منهما، لكن يكون هذا يحمل عليه العلم النظرى، وهذا يحمل عليه العلم العملى. وكذلك يجرى الأمر فى الأخر.
Bogga 677