Tuhfat Umara
تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء
Baare
عبد الستار أحمد فراج
Daabacaha
مكتبة الأعيان
Noocyada
taariikh
من الحضرة. واتصل بأبي الحسن بن الفرات أن القرامطة قد تحركوا للفساد وهموا باعتراض الجيش، فكتب إلى أبي الهيجاء كتابًا بخطي يعرفه ما بلغه، ويوصيه ويحذره، ويأمره بالتيقظ والتحفظ وإذكاء العيون في جميع الطرق، وأجابه من القصر جوابًا أنفذ في درجه كتابًا في جلد يضمن فيه المال والدم، وقد أشهد فيه جماعة الشهود والوجوه والتناء في البلد. فلما قرأه أبو الحسن سرته قوة نفسه، وضاق صدره من هذا الفعل الذي هو جار في سبيل البغي. وحدث في تلك السنة ما حدث على الحاج مما زاد به القلق والانزعاج، وأنفذ نزار ابن محمد وغيره من القواد لتلقيهم، وأطلق صدرًا كبيرًا من المال ابتاع به من الحضرة القمص والسراويلات والعمائم والأردية والأرز ليدفع ذلك إلى من يحتاج إليه، وحمل مالًا واسعًا ففرق على الناس بحسب أحوالهم وما يتحملون به إلى منازلهم.
وحدث أبو القاسم قال: كان أبو العباس وأبو الحسن إبنا الفرات ينزلان في أيام أبي الصقر إسماعيل بن بلبل في ربض حميد، وكان حد دارهما من الموضع الموازي لسكة الحوض إلى درب أبي سورة، وهو حد الدار المعروفة بالعروض. وعهدي بها وفيها بستان كبير كثير النخل والشجر، وبيت أحمر السقف والحيطان يعرف ببيت الدم. ثم قبضت وبيعت مع أن أصلها وقف، وابتاعها جماعة وتنقل الملك فيها من واحد إلى آخر. فمن ذلك الدار التي في الطرق وتوازي
1 / 232