204

Tuhfat Umara

تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء

Baare

عبد الستار أحمد فراج

Daabacaha

مكتبة الأعيان

Noocyada

taariikh
الكتب وأحضرها أبا الصقر، فاستحسنها وتركها بين يديه. وأقبل أبو العباس أحمد بن محمد بن الفرات، فدفعها أبو الصقر إليه وقال له: اقرأها وانظر ما أحسن ما أورده أبو عبد الله في هذا المعنى. فقرأها، ووجده قد افتتحها بأن قال: الحمد لله الذي استعمر عباده في أرضه ليخرج رزقهم منها وليكفتهم فيها. ثم قال بعد ذلك: ولو لم يكن من فضيلة الازدراع إلا قول الله ﷿ في محكم كتابه: " كَزَرْعِ أَخْرَجَ شَطْأَهْ فَازَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ " فلما قرأها أدرجها، وأمسك عن إيراد شيء في معناها، فقال له أبو الصقر: ما عندك فيها؟ وأطنب في وصفها، فعارضه أبو العباس في ذلك. فقال له: ما الذي أنكرت؟ قال: ابتدأه بأن قال: الحمد الله الذي استعمر عباده في أرضه ليخرج رزقهم منها وليكفتهم فيها. فلم يدع لهم نفسًا. ثم ثنى بأن جعل الآيات التي جعلها الله في نبيه وأصحابه ﵈ مثلًا للزرع، وهذا خلاف ما جاءت به الروايات، وفسره المفسرون. فعلم أبو الصقر أن الأمر على ما قال، وكلفه كتب الكتب من جهته، ودفع المكتوبة إليه. وكان أبو عبد الله محمد بن غالب يعتب على أبي العباس لما كان منه في ذلك. وحدث أبو القاسم عن أبيه قال: خلا أبو الحسن علي بن محمد بن الفرات للشرب في وزارته الأولى، في الدار المعروفة بالدار الجديدة من دار سليمان بن وهب. وحضرت انا وجماعة من كتابه، وحضر من المغنيات بين يدي الستائر ومن ورائها ما لا يحصى كثرة، وأُحضرت من أواني الذهب والفضة ماله القيمة الوافرة.

1 / 214