============================================================
للتصيد فيه وفي يوم وصلنا اليها جاءني احد الجوكية من الهنود في خلو، واعطاني ستة دنانير وقال لي : " البرهمن بعثها اليك " يعني الجوكي الذي اعطيته السبحة واعطاني الدنانير فاخذتها منه واعطيته دينارا منها، فلم يقبله وانصرف. واخبرت اصحابي بالقضية وقلت لهما : " ان شئتما فخذا نصيبكما منها" فأبيا وجعلا يعجبان من شأنه، وقالا لي : " ان الدنانير الستة التي اعطيتنا اياها جعلنا معها مثلها، وتركناها بين الصنمين حيث وجدناه" فطال عجبي من امره، واحتفظيت بتلك الدنانير التي اعطانيها وصف اهل هنور: واهل مدينة هنور شافعية المذهب، لهم صلاح ودين، وجهاد في البحر وقوة، وبذلك عرفوا حتى اذلهم الزمان بعد فتحهم لسندابور، وسنذكر ذلك، ولقيت من المتعبدين بهذه المدينة الشيخ محمد الناقوري، اضافني بزاويته، وكان يطبخ الطعام بيده استقذارا للجارية والغلام، ولقيت بها الفقيه اسماعيل معلم كتاب الله تعالى وهو ورع حسن الخلق كريم النفس، اضافني بزاويته والقاضي بها نور الدين عليا والخطيب لا اذكر اسمه، ونساء هذه المدينة وجميع هذه البلاد الساحلية لا يلبسن المخيط، وانما يلبسن ثيابا غير خيطة، تحتزم 23
Bogga 123