وحكى الشيخ أبو زكريا النووي -رحمه الله-: اتفاق العلماء على أن البخاري أجل من مسلم، وأعلم بصناعة الحديث منه، قال: وقد صح أن مسلما كان ممن يستفيد من البخاري، ويعترف بأنه ليس له نظير في علم الحديث. ويشهد لقول النووي -رحمه الله- ما قال الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم في كتابه ((معرفة علوم الحديث)) وحدث به البيهقي في ((المدخل)) عن الحاكم، حدثني أبو نصر أحمد بن محمد الوراق، سمعت أبا حامد أحمد بن حمدون القصار -يعني الأعمش- سمعت مسلم بن الحجاج، وجاء إلى محمد بن إسماعيل البخاري، فقبل بين عينيه، وقال: دعني حتى أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين، وسيد المحدثين، وطبيب الحديث في علله، حدثك محمد بن سلام، ثنا مخلد بن يزيد الحراني، أنا ابن جريج، عن موسى بن عقبة، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النبي صلى الله عليه وسلم في ((كفارة المجلس))، فما علته؟ وفي رواية البيهقي فقال البخاري: وثنا أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، قالا: ثنا حجاج بن محمد، عن ابن جريج، حدثني موسى بن عقبة، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم في: كفارة المجلس أن يقول إذا قام من مجلسه: ((سبحانك ربنا وبحمدك)) فقال محمد بن إسماعيل: هذا حديث مليح، ولا أعلم في الدنيا في هذا الباب غير هذا الحديث، إلا أنه معلول، ثنا به موسى بن إسماعيل، ثنا وهيب، ثنا سهيل، عن عون بن عبد الله قوله، قال: محمد بن إسماعيل: هذا أولى فإنه لا يذكر لموسى بن عقبة سماعا من سهيل، وفي رواية البيهقي بعد هذا: وسهيل بن ذكوان مولى جويرية، وهم أخوة سهيل، وعباد، وصالح بنو أبي صالح وهم من أهل المدينة.
Bogga 196