228

Tuhfat Asmac

تحفة الأسماع والأبصار

Noocyada

وبعد حمدا لله إليه على سابغ نعمائه، وسؤاله أن يصلي ويسلم على محمد وآل محمد وعترته وأوليائه، فإنه كان وافانا كتابه الكريم، ومسطوره الفخيم، صحبة الولد السيد الأمجد العلامة عزالإسلام محمد بن الحسين بن أمير المؤمنين -حفظه الله- مشتملا على التحقيق، ووصل إلينا الولد عزالدين -حفظه الله- ناشرا مطارف الثناء على ذلك المحل الكريم، والمقام الفخيم، الذي هو بكل مكرمة ومنقبة خليق، وبما نرجوه له من معونة الله التي لصاحبه إن شاء الله تعالى في ما يرومه من صلاح بلاد الله وعباده حقيق مفصلا نظمه ذلك الكتاب الكريم، مما كان وقع ممن أشرتم إليهم من الأهل أصلح الله بالهم وجمع على التقوى شملهم، ونظم أحوالهم من تلك النظرة التي هي والعياذ بالله نزغة أمر الله بالإستعاذة عندها من الشيطان الرجيم، في قوله عز وجل{وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم} .ثم بشر باستبصار المتقين بقوله:{إن الذين اتقوا إذا[74/ب] مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون} وذلك شأن أهل اليقين، مزيلا لما كان وقع في النفس من الوحشة لتلك الفرط، ومبشرا لما أعاد الله إليه تلك الأخلاق الشريفة ما هو أولى بهم وأحرى، وكيف لا وهم أحق من دخل في السلم، ولم يتبع خطوات الشيطان، وقال خطه: وتروننا في الجواب عليك في ما تضمنه الإلحاق رجاء تحقيق انتظام ذلك الأمر، ووقاية شر ذلك الشقاق، فورد علينا كتابكم هذا الأخير صحبة محمد بن سعيد اليافعي عاملا للعيون قرة والقلوب مسرة، من عود تلك الألفة الشريفة إلى نصابها وإتيان وجوه الرأي التي رأسها وأصلها اجتماع الأبدان والقلوب على ما فيه رضى الله عز وجل وإقامة الدين كما أمر الله من أبوابها، فحمدنا الله سبحانه حمدا كثيرا على ما منح، وشكرناه وله الثناء الحسن على ما حسم من أسباب الإختلاف، فإن الله عز وجل يقول لعباده المؤمنين:{فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين} وفي وصية جدكم أمير المؤمنين وسيد الوصيين لأبويكم الحسنيين-كرم الله وجوههم ونضرها- ولمن بلغه كتابه أن قال: (أوصيكما وجميع أهلي وولدي ومن بلغه كتابي بتقوى الله عز وجل ونظم أمركم وصلاح ذات بينكم وإني سمعت جدكما -- يقول: ((صلاح ذات البين أفضل عند الله من عامة الصلاة والصيام )) .

Bogga 343