وقد عظم حال الشريف مبارك بن شبر بن حسن بن أبي نمي، وهو بقية من عظمائهم، وعمدة من زعمائهم، مما أخبرني به مولانا أمير المؤمنين -أيده الله- إن الشريف زيد بن محسن -أيده الله- طالعه في مكاتبة في تحويل إمارة مكة إلى الشريف مبارك مرة، أو قال مرتين وإنه في بعض طلب من الأشراف إقالتهم الإمارة وأن يعينها وإياهم لهذا الشريف وأن الإمام (عليه السلام) لم يرد ذلك في كلام ساقه عليه السلام في ذلك فعظم هذا الشريف عند تعيينه، وطلب من الشريف زيد أن يجعل له الربع، فلم ير ذلك الشريف وقال: أردتك للجميع وتحمل مؤن الجميع، وتتركني أكون في الحجاز، ولا أطلب منك شيئا وأجاهد العصاة أو كما قال، فخرج هذا الشريف مبارك من مكة لإرادة الشقاق، وكان مولانا عز الإسلام محمد بن الحسين -أيده الله- المتوسط في إصلاحه فلم ير ذلك الشريف زيد بن محسن صيانة لجانب مولانا محمد بن الحسين، لما يعرفه [من] جهل صاحبهم بما يحق له من التعظيم، فلم ير ذلك مولانا محمد -أيده الله- أو قال: إني أخاف من الإمام -عليه السلام- [74/أ] أن ينسبني إلى التقصير، أو كما قال، فوصله إلى خارج مكة وهو معسكر هنالك، فلم يكد ينصفه في السلام فضلا عن الكلام، وأظهر غلظة البدوان التي ربوا عليها، وأخلاقهم التي لجأو إليها، وطلب من مولانا محمد أن يضمن له بما لا يحتمله الحال، وعاوده أخرى إلى ذلك المحل فتكلم بما لا ينبغي، كما أخبرني بعض أصحاب مولانا وتركه وعاد إلى اليمن، ومكث الشريف مبارك أياما وهلك.
Bogga 340