نعم! ولما وصلت إليهم هذه الرسالة النافعة وما تضمنته الأدلة القاطعة، تشعشع منها الأنوار الساطعة، مع الوعيد للعنيد من النكال، واصطفاء الأنفس والأموال، ظهر في الأرض[69/أ] ذكرها، وانتشر في الناس أمرها، فكان لها أثر ظاهر ، ولقمع أهل ذلك الباطن الخبيث قاهر، وكان بلغه قبلها في مواضع من محلهم الخبيثة أظهروا المخالفة في العيدين والصيام بالتقديم فيهما والتأخير، كما اشتهر عنهم من الاعتلال بتوليد الأهلة، وكذا يفعلون في كل ما خالف المسملين، كما اشتهر عنهم وظهر في البلاد التي تغلبوا عليها، أن منهم إبراهيم بن (محمد) المكرمي، دخل الهند واتصل بأهل ذلك المذهب الخبيث أعاده بولاية من كاهنهم المعروف، فأظهر أمره كذلك فنكل الإمام -عليه السلام- بأولئك وأنهكهم بالعقوبات، وقبض على هذا المكرمي فحبسه في شهارة المحروسة بالله أكثر من إثني عشر سنة، وقد أظهر مع بقائه البراءة من الباطنية، وكذا مما لا يعرف الإمام -عليه السلام- صدق توبته، وهو الآن في شهارة المحروسة بالله في تاريخ اثنين وسبعين وألف[1661م] وأظهر الكثير من أهل هذا المذهب الرجوع عنه والتوبة منه، بمعنى ظهر عليهم أثرها، وانتشر عنهم ذكرها، وإن كانوا قد أظهروا جميعا ذلك، فمنهم الأمير جعفر بن علي من بني الآنف وأمراؤهم المشهورون، فإنه رجع وتاب وباينهم.
Bogga 322