137

Tuhfat Asmac

تحفة الأسماع والأبصار

Noocyada

ولما وصل ثلاء وهو في أول عسكره ودخل المدينة تفرق أولئك الباقون في البلد، وبقي مع المشايخ من العلماء يدور في الشوارع، لا يتمكن من اخراج السيد محمد بن علي وأصحابه، وقد وصل مولانا محمد بن الحسين والأمير الكبير حسام الدين الناصر بن عبد الرب، بغارة خيلا ورجلا، واستقام الحرب من بعد طلوع الشمس إلى غروبها حربا كان من بيت إلى آخر[وكان مولانا أحمد[قد] خاف] أن يغلب على باب الحصن، فتقدم إليه، فكان فيه حتى غربت الشمس وخرج من خرج ممن كان قد كاتب ووالى، وبقي من بقي، وخرجوا إلى مولانا محمد بن الحسين والأمير الناصر بن عبد الرب، وبقي مولانا أحمد في الحصن يوم الخميس ويوم الجمعة، ولم يبق معه أحد ممن يعول عليه للحرب إلا الرتبة، وقد ضعف في أعينهم واحتقروه فجرى الخطاب على نزول القاضي شمس الإسلام أحمد بن سعد الدين -أطال الله بقاه- فنزل وطلع ونزل أيضا على أن مولانا أحمد ينزل ويجتمع بمولانا أمير المؤمنين-حفظه الله تعالى- ويكون بينهما مناظرة، ووجه في ما دخل فيه، وأن المراتب ترتفع من حصار عمران، ومراتب صنعاء يبقى حالها حتى يحصل الإتفاق، وخرج يوم الأحد قبل الزوال بعد أن حصل من الرتبة عليه اضطراب وسوء معاملة، وتلقاه الناس بالتعظيم، وتقدم الإمام الناصر وأصحابه أمامه للخدمة، ومولانا محمد بن الحسين -أطال الله بقاه- خلفه في تلك الساعة إلى الحصن وقرر رتبة الحصن، واستخلف عليهم من أمنه من أصحابه، ثم لحق بوالده وهو لا يكاد يقابله اجلالا وحياء، وكان المساء في حاز من بلاد همدان، وكان قد وصل إلى مولانا أحمد -أطال الله بقاه- بعد استقراره في بير العزب ، مشايخ همدان[40/ب] وعيال سريح للموالاة، فأرسل معهم النقيب المجاهد سرور بن عبدالله، ومن كان معه في حرب خدار من الخيل والرجل إلى بني ميمون كما تقدم، ولما وقع الحرب على ثلاء وصل مغيرا آخر نهار الحرب.

ولما كان يوم العيد وجهه مولانا محمد بن الحسين والأمير الناصر بمن معه لفتح عمران، وكان فيه الشيخ (الريس) ناصر بن عبدالملك بن عمران، في رتبة وكثيرين ممن تأخروا عن مولانا أحمد، منهم، السيد الأعلى (الريس) المهدي بن الهادي المعروف بالنوعة، فإنه طلع من اليمن مريدا لبلاد صعدة داعيا إلى مولانا محمد بن الحسين، قبل التسليم لمولانا الإمام -عليه السلام- وكان قد بلغ مولانا أحمد فلزم عليه الطرقات، فلما لم يجد موضعا للمضي إلى الشام، وصل إلى شهارة المحروسة بالله، وأظهر أنه يريد الشام لاعتزال الجميع حتى يجتمع الناس على الرضى، فجاراه مولانا أحمد واحترز على حفظه، ثم أخرجه من شهارة، ولما صار في عمران بقي فيه عن رأي مولانا أحمد لغدر ذكره فأجابه، وأمر الشيخ ناصر بن عبدالملك بحفظه، وكان معه دراهم وساعة تخصه يريدها لما تقدم من إعطاء من ينبغي أولتكون له، وغالبها من ماله، وأرسلها إلى بعض القرى من البون مع بعض ثقاته ليكون هناك حتى يحتال بالخروج من عمران، فإن الشيخ ناصر بن عبدالملك يشدد في حفظه كما أمره مولانا أحمد.

Bogga 243