============================================================
الامن تلك الغساكر صاحبه، فجعل بعضهم يقتل بعضا، وضلوا عن الطريق وهلك منهم خلق كثير، ونجا بغضهم بعدما عاينوا اهلاك:: بلغار (ص 612): مدينة على ساحل بحر مانيطش قال أبو حامد الأندلسي: هي مدينة عظيمة مبنية من خشب الصنوبر، وسورها من خشب البلوط، وحوها من أمم الترك ما لا يعد ولا يحصى وبين بلغار وقسطنطينية مسيرة شهرين، وبين ملوكهم قتال : يأتي ملك بلغار بجنود كثيرة ويشن الغارات على بلاد قسطنطينية، والمدينة لا تمتنع منهم إلا بالأسوار.
قال أبوحامد الأندلسي : طول النهار ببلغار يبلغ عشرين ساعة، وليلهم بقى أربع ساعات. وإذا قصر نهارهم ينعكس ذلك. والبرد عندهم شديد جدا، ولا يكاد الثلج ينقطع عن أرضهم صيفا وشتاء.
حكى أبو حامد الأندلسي : أن رجلا صالحا دخل بلغار وكان ملكها الاو ووجته مريضين يائسين من الحياة، فقال لهما : إن عالجتكما تد خلان في ديني؟
قالا: نعم !فعالجهما فدخلا في دين الاسلام، وأسلم أهل تلك البلاد معهما، فسمع بذلك ملك الخزر فغزاهم بجنود عظيمة. فقال ذلك الرجل الصالح : ن الا تخافوا، واحملوا عليهم، وقولوا : الله أكبر!الله أكبر اففعلوا ذلك وهزموا ملك الخزر، ثم بعد ذلك صالحهم ملك الخزر، وقال : إني رأيت في عسكركم رجالا كبارا على خيل شهب يقتلون أصحابي. فقال الرجل الصالح: أولئك جند الله !وكان إسم ذلك الرجل بلار، فعربوه فقالوا : بلغار. هكذا ذكر القاضي البلغاري في تاريخ بلغار، وكان من أصحاب إمام الحرمين. وملك بلغار في 1 ذلك البرد الشديد يغزو الكفار ويسبي نساءهم وذرايهم. وأهل بلغار أصبر الاناس على البرد، وسببه أن طعامهم العسل ولحم القندو والسنجاب: الا حكى أبو حامد أنه رآى بأرض البلغار شخصا من نسل العاديين الذين اامانوا بهود عليه السلام، وهربوا إلى جانب الشمال، كان طوله أكثر من سبعة اذرع. كان الرجل الطويل [وهويصل]) إلى حقوه، وكان قويا يأخذ ساق الفرس الايكسرها، ولا يقدر غيره أن يكسرها بالفأس، وكان في خدمة ملك البلغار، 16
Bogga 177