57

Tuhfat al-Khullān fī Aḥkām al-Adhān

تحفة الخلان في أحكام الأذان

Baare

محمود محمد صقر الكبش

Daabacaha

مكتب الشؤون الفنية

Lambarka Daabacaadda

الثانية

Sanadka Daabacaadda

1431 AH

ذلكَ إلى غايةٍ لا يَسْمَعُ(١).

وَقَدْ بَيَّنَتِ الغايةَ روايةُ مسلمٍ مِن حديثِ جابرٍ: ((حتَّى يكونَ مكانَ الرَّوحاءِ))(٢).

وَرَوَى الأعمشُ عن أبي سفيانَ عن جابرِ: أنَّ بينَ المدينةِ والرَّوحاءِ ستةً وثلاثينَ ميلاً، وهذِهِ روايةٌ قتيبةَ عن جريرٍ عندَ مسلمٍ أيضاً، وأخرجَهُ إسحاقُ، وقيلَ: ثلاثونَ مِيلاً(٣).

والمعتمَدُ الأوَّلُ.

فحينئذٍ تكونُ مسافةُ ذهاب الشَّيطانِ ثلاثةَ بُرُدٍ، والبريدُ أربعُ فراسخَ، والفَرْسَخُ ثلاثةُ أميالٍ، والمِيلُ أربعةُ آلافِ خُطوةٍ بخطوةِ البعيرِ، وهي ثلاثةُ أقدامٍ، والقَدَمُ نصفُ ذراعٍ، فَجُمْلَةُ الذَّهابِ بالأذرعِ مائةَ ألفٍ وستَّةَ عشرَ ألفِ ذراعٍ، بذراعِ الآدميِّ تقريباً.

وقيلَ: إنَّما يهرُبُ الشَّيطانُ مِن الأذانِ والإقامةِ؛ لأنَّهما دُعاءٌ إلى الصَّلاةِ المشتملَةِ على السُّجودِ؛ الَّذِي أباهُ وَعَصَى بسبِهِ.

واعتُرضَ هذا: بأنَّه يعودُ قبلَ السُّجودِ، فَلَو كانَ هروبُهُ لأجلِهِ لم يَعُدْ إلَّا بعدَ فراغِ السُّجودِ.

(١) انظر: فتح الباري (٢ / ٨٥).

(٢) أخرجَهُ مسلمٌ (١/ ٢٩٠) برقم (٣٨٨).

(٣) انظر: صحيح مسلم (٢٩٠/١) وفتح الباري (٢/ ٨٥) باب ((فضل التأذين».

57