102

Tuhfat al-Khullān fī Aḥkām al-Adhān

تحفة الخلان في أحكام الأذان

Tifaftire

محمود محمد صقر الكبش

Daabacaha

مكتب الشؤون الفنية

Lambarka Daabacaadda

الثانية

Sanadka Daabacaadda

1431 AH

أحدُها: أنَّ الإمامةَ كانت في حقُّهِ ﷺ أفضلُ من الأذانِ؛ لأنَّهُ لا يُختارُ لها إلاَّ مَنْ كان أكملَ حالاً، وأفضلَ درجةً، ولها نظائرُ كثيرةٌ:

كَلَيلةِ الإسراءِ في حقِّهِ ﷺ أفضلُ من ليلةِ القَدْرِ، وليلةُ القدرِ في حقِّ الأمَّةِ أفضلُ من ليلةِ الإسراءِ.

واعتُرضَ: ((بأنَّهُ ﷺ أَذَّنَ في سفرِهِ، وصلَّى بأصحابِهِ وهم على رواحلِهم، السماءُ من فوقِهم والبلدةُ من أسفلِهم)). أخرجَهُ التِّرمذيُّ(١)، وتبِعَهُ النَّوويُّ وابنُ الرِّفعة والسُّبكيُّ.

لكن ردّ هذا كلَّهُ الحافظُ ابنُ حجرٍ في ((شرحِهِ على البخاريِّ)) فقال: ((وجدنا في مسند الإمام أحمدَ من الوجهِ الَّذي أخرجَهُ التّر مذيُّ ولفظُهُ: ((فأمرَ بلالاً فأذَّنَ))، وَرَوَى هذا الدَّار قطنيُّ ورجَّحهُ السُّهيليُّ؛ لأنَّ هذِهِ الرِّوايةَ بَّنَتْ ما أُجملَ في روايةِ التِّرمذيِّ))(٢). انتھی.

(١) أخرجَهُ الترمذي (٢٢٦٧) برقم (٤١١)، بلفظ: ((والبِلَّة من أسفلَ منهم)).

(٢) كذا قال ابن حجر، وقال السيوطي: ((قد ظفرتُ بحديثٍ مرسَلٍ أخرجَهُ سعيد بن منصور في سنِهِ: حدَّثنا عبد الرحمن بن أبي بكر القرشي عن ابن أبي مليكة قالَ: ((أَذَّنَ رسولُ اللهِ ﷺ مرةً فقالَ: حيَّ على الفلاحِ»، وهذِهِ الرِّوايةُ لا تَقْبَلُ التَّويلَ)). انظر: الجواهر والدرر في ترجمة ابن حجر (٢ / ٩٣٣)، وفتح الباري (٢ / ٧٩).

102