Tuhfat Acyan
تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
Noocyada
وأما قولك وملزم نفسك ما لزم للعباد من حق وضمان ودية وأرش وأنك دائن بالخلاص منه فهذا هو الصواب إذا صدقته بفعل وقيام في خلاص نفسك من حقوق الله وحقوق العباد , وأما القول وحده بلا فعل ولا قيام ولا اجتهاد في خلاص فما النفع في ذلك , وقد قيل لا ينفع التكلم بالحق إلا بإنفاذه. وقد قال الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لما تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ) وإن كنت محقا في هذه الفصول كلها , والمعاني التي دعاك الجماعة إلى التوبة منها ولم يكن منك خطأ في ذلك في الظاهر ولا في الباطن فتبت من الحق ليرضوا عنك فلم يكن لهم أن يدعوك إلى التوبة من الحق ولا لك أن تجيبهم إلى أن تتوب من الحق. فإذا فعلتم ذلك جميعا كان عليك وعليهم التوبة ولو أن الجماعة عند استتابتهم لك سلكوا بك مسلكا غير هذا المسلك الذي حملوك وحملوا أنفسهم عليه ربما كان أسلم لك ولهم وأخف وأسهل عليك وعليهم ولولا مخافتي أن لا يسعني السكوت ولا التغافل عن جوابك فيما سألتني عنه لم أذكر لك شيئا من هذا ولكنك سألتني عما يلزمك في تلك التوبة فاستصعبت الإمساك عن رد جوابك وقد ذكرت لك ما قد ذكرته على قدر ضعفي وقلة بصيرتي , فإن كان حقا فهو من الله تعالى فخذ به وإن كان فيه مخالفة للحق فلا تأخذ به , وأنا أستغفر الله من كل ما خالفت فيه الحق والصواب والحمد لله رب العالمين وصلى الله على رسوله محمد النبي وآله وسلم تسليما أ. ه كلام القاضي أبي عبدالله محمد بن عيسى السري رحمه الله تعالى ولم نجد جوابا لكلامه , وما ندري ما إذا كان بعد هذه النصائح البليغة الصادرة عن صدق الإخلاص.
Bogga 291