265

Tuhfat Acyan

تحفة الأعيان لنور الدين السالمي

Noocyada

وهذه مسألة أظنها وقعت في أمر حفص بن راشد سأل عنها أحمد بن عمر بن أبي جابر المنحي - وهو من الغلاة - في أمر موسى وراشد، قيل له في إمام غير ثابت الإمامة ألزم رجلا من المسلمين المدخل عنده في أسباب، وكان يأمره أن يكتب إطلاقات الجبايات إن كان إطلاق هذا الرجل لهذا المال على سبيل الاحتساب أنه يطلقه للفقراء وابن السبيل وكان اعتماد هذا الرجل على هذه النية لا ليمضي أمر هذا الإمام ولا يعمل برأيه، وإنما هو على قدر ما يرى من يستحق هذا المال بفقره لا غير ذلك، هل يسعه ذلك قال يسعه ذلك على هذه الصفة؟ قيل له فإن أمره أن يحلف له رجلا ممن يخشى منه كما يفعل الأئمة؛ قال يحلفه للمسلمين لا له؛ قيل له فإن أمره أن يبايع له أحدا من الناس هل له ذلك؟ قال يبايعه على الحق لا له، قيل فإن أنفذه لغزو عدو المسلمين أو لقمع ملصة؟ قال يكون احتسابه ذلك للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ فإن امتنع عليه من أمره بالمعروف ونهاه عن المنكر، وكان منكره الذي ارتكبه عيانا كان له محاربته إن حاربه بعد أمره له بترك منكره الذي ارتكبه وإن كان على وجه التهمة له؛ مثل قطعه الطرق والتعرض لمظالم الناس والتعدي عليهم؛ ولحقه هذا القائم بالمعروف والنهي عن المنكر لم يحاربه إلا بعد الاحتجاج عليه بأن المسلمين قد رأوا الإمساك في الحبس على الأشياء التي قد نسبت إليه وشهرت عليك من المناكر وقصدك إلى المظالم؛ فإن أجاب لم يكن إلا ما رآه المسلمون؛ وإن امتنع عن ذلك عملوا على الإستيثاق منه؛ فإن شهر السلاح وحارب على ذلك ولم يرجع إلى الحق كان قصدهم في مجاهدتهم هذه على أنهم يمسكوه عن الأشياء التي قد نسبت إليه من المظالم والقصد لها والمناكر والعمل لها؛ فإن تلفت نفسه في ذلك لم تكن فيه تبعة على هذه الصفة قيل فإن أراد هذا الإمام الخروج لبعض النواحي لغزو قوم ظلمة معتدين وطلب صحبة هذا الرجل هل يصحبه؟ قال إن شرط عليه أن لا يفعل ولا يقدم على شيء إلا برأيه وعرف قصده في ذلك أنه يقبل منه ولا يغصبه في شيء جاز له الخروج معه على هذه الصفة والله أعلم.

هذا آخر ما أردنا نقله من جوابات أحمد بن عمر بن أبي جابر المنحي، وتقدم في آخر إمامة راشد بن الوليد كلام ذكره ابن الأثير في كاملة في إمامة حفص بم راشد وإنها عنده في حوادث سنة ثلاث وستين وثلثمائة؛ وذكر هنالك حروب سلطان العراق لحفص بن راشد وكان فيما ذكره أنه اجتمع بجبال عمان خلق كثير من الشراة وجعلوا لهم أميرا اسمه ورد بن زياد، وجعلوا لهم خليفة اسمه حفص بن راشد فاشتدت شوكتهم.

Bogga 275