Tuhfat Acyan
تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
Noocyada
قال أما الضمان فلا يلزمه في هذه الجمال على ما وصفت، ولكن عليه أن يعلم من أخذ هذه الجمال أن غنيمتها لا تجوز لهم ويأمرهم بالتخلص منها إلى أصحابها وإن لم يعرفهم أو لم يعرف أحد منهم دان لله بالإنكار عليهم إذا عرفهم. وللإمام راشد بن سعيد سيرة إلى أبي العباس بن مريح والمهند بن سهدي وأبي عبدالله بن محمد بن بروزان من أهل منصورة من أرض السند بين فيها معالم الإسلام، وأظهر فيها دعوة المسلمين؛ ونقض فيها اعتقاد المخالفين، وهي سيرة بديعة ورسالة غريبة تدل على غزارة علمه وفرط ذكاءه وفهمه، وهي موجودة في مجموع سير المسلمين.
ووجد بخط الإمام راشد بن سعيد إلى أبي محمد عبدالله بن سعيد: سلام عليك فإني أحمد الله إليك وآمرك بطاعة الله وأوصيك وأنهاك عن معصية الله القادر عليك، وبعد هذا فإني أعلمك نصر الله الحق بك، إن الأطماع قد اتسعت في أموال الناس، وجعل كل من ادعى في مال رجل دعوى طرح يده فيه، والوجه أن تنادي في البلدان كل من يطرح يده في مال في يد غيره يحوزه ويمنعه ويدعيه ملكا له فإنه يعاقب على ذلك ولا يحصل على شيء غير العقوبة، ولا تطلب عليه البينة العادلة، بل يرجع في ذلك إلى قول أهل البلد، فاعرف ذلك واعمل به ولا تقصر فيه حتى تنحسم مادة الطمع ويزول الظلم وينغلق هذا الباب؛ ولا تؤخر ذلك إن شاء الله.
قال القاضي أبو زكريا: وجدت هذا بخط الإمام راشد بن سعيد؛ كتبه إلى والي منح وذكر في أوله: من الإمام راشد بن سعيد إلى أبي محمد عبدالله بن سعيد ثم ذكر الكتاب إلى آخره.
Bogga 265