Tuhfat Acyan
تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
Noocyada
وفي بيان الشرع كتاب من موسى بن أحمد وأحمد بن محمد والحسن بن أحمد وعمر بن محمد وراشد بن محمد وإخوانهم إلى أبي عبدالله محمد بن صلهام وهو وزير الإمام الخليل قالوا فيه بعد كلام طويل.
وبعد هذا فنحب أن يقف الأخ على طرف من الأمور التي تجري في بلادنا من القائمين بها المتولين لأمورها من تركهم إتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وآثار المسلمين وسيرهم في الرعية بغير الحق حتى كثرت المناكر ومات الحق وأهله وارتفع الباطل وحزبه وصار أهل الحق لا يقدرون على الأمر بالمعروف ولا النهي عن المنكر لأن المنكر ابتلي به من تسمى بالحق بلسانه ويخالف ذلك بأفعاله وقد خشينا من ذلك زوال النعم وتغيير الحال , وقد كتبنا إلى الإمام نصره الله عام أول كتابا مترجما له فيه ما كنا نتوقعه من هذه الأشياء ولم نرد بذلك إلا نصيحة له وخروجا مما يجب علينا مما تعبدنا الله به فرجع الجواب إلينا على غير ما كنا نرجوه , وأنزلنا في ذلك بمنزلة التهمة فلما رأينا ذلك توسعنا بالسكت لأنه يوجد عن بعضهم أنه قال إذا كان الذي ينكر المنكر لا يقبل منه ويستخف به لم يكن عليه أن يعرض نفسه للاستخفاف أو نحو هذا من اللفظ , وهنا أقوام ممن قد عرفوا بكثير المناكر صاروا يكاتبون الإمام نصره الله رقعة بعد أخرى ويزينون فعل من قد ساعدهم على مناكرهم , ويقولون غير الحق ويشهدون بالباطل ستكتب شهادتهم ويسألون وكل هذا خشية أن يولى عليهم من يشد عليهم ويمنعهم من المناكر التي قد شهروا بها ويصيروهم وغيرهم من الرعية في الحق سواء , فإنما هم يرجعون على الإمام في كتبهم بغير الحق , وقد أمنوا أن لا يبحث عن أفعالهم ولا يسأل عن صحة قولهم ولو كان الإمام نصره الله ينظر في هذه الأمور وصحتها , ويسأل عن حقها وباطلها وصحيحها وسقيمها , فضر أهل الباطل باطلهم عنده ونفع أهل الحق حقهم معه لما اجترى أحد أن يكتب إليه الكذب ويتقول على لسان الرعية ما لم يكن , ولكان هذا الباب قد انغلق , ولم يتجاسر أحد أن يكتب إليه إلا بالحق.
Bogga 258