Tuhfat Acyan
تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
Noocyada
قال أبو محمد عبدالله بن محمد بن أبي المؤثر: إن بيعة الإمام أبي القاسم سعيد بن عبدالله جرت على الدفاع لا على الشراء؛ وكان يثني عليه في العلم ما لا يبلغ إلى صفة ذلك.
وقال محمد بن روح: كان الإمام سعيد بن عبدالله أعلم الجماعة الذين كانوا معه. قال أبو سعيد: وقد كان معه أبو محمد الحواري بن عثمان وعبدالله بن محمد ومحمد ابن الحسن ومحمد بن زائدة مع نفر لا ينكر في الدار فضلهم، ولا يجهل عدلهم. وقال أبو محمد عبدالله بن محمد بن أبي المؤثر رحمه الله: لا نعلم في أئمة المسلمين كلهم بعمان أفضل من سعيد بن عبدالله إلا أن يكون الجلندى بن مسعود.
وقال أبو إبراهيم محمد بن سعيد بن أبي بكر: إن الإمام سعيد بن عبدالله أفضل من الإمام الجلندى بن مسعود.
قال أبو سعيد: وما أحقه بذلك، فإنه كان إماما عادلا؛ صحيح الإمامة من أهل الاستقامة، عالما في زمانه، لعله يفوق في العلم أهل زمانه أو كثيرا منهم، ومع ذلك قتل شهيدا رحمه الله وغفر له ونحوه.
قال أبو محمد عبدالله بن محمد بن أبي المؤثر: إلا أنه وقف في تفضيله على الجلندى.
( قلت ) ولا أعدل بالجلندى إماما في عمان؛ فإنه وقع في جمع الصفات الثلاث: العلم والعدل والشهادة، مع ما جمع الله له من الصفات التي لا تكاد توجد في غيره فرحم الله تلك الأوصاف، ورضى الله عنه وعن أئمة المسلمين.
قال أبو سعيد: فتظاهرت الأمور معنا من أهل الدار ممن ينتحل نحلة الحق على الإجماع على ولاية الإمام سعيد بن عبدالله رحمه الله، وهو ولينا وإمامنا إن شاء الله.
Bogga 237