Tuhfat Acyan
تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
Noocyada
هيجتني وكنت كالمعيل قال فسفكت الدماء ثم أفضى إلى ما يدفع الإنكار فأحرق برجل في داره ضعيفا مبتلي؛ وامرأتين معه ابنتيه وزوجته , فدعا عزان إلى الإنصاف , فطلب إليه ذلك فلم يفعل , وقال المحتجون عنه لا تهمة في الحرب , فقلنا لهم إن الحرب لو كان في أهل الحرب لم نقل فيه شيئا , فإن الحق عليهم أن ينكروا ويغيروا ما أخذه أصحابهم مما لم يأذن الله به , وهذه لم تكن أرض حرب لأنهم يم يطردوا واليا؛ ولم يمنعوا زكاة , ولم يمتنعوا بحكم ولم يظاهروا عدوا على إمام , وإنما كان ذلك الرجل مع جماعة , فالله أعلم ما أردا بها , فقصد إلى من لم يكن من أمره في شيء فيما علمنا فعمل فيها الفحشاء؛ فلما كلم عزان في الإنصاف من أصحابه أعرض وتولى وألجأ في ذلك إلى بيت المال , ويدعى أن رووا له عن محمد بن محبوب رحمه الله في كتابه إلى أهل المغرب أن من أحدث حدثا فهو مأخوذ به؛ إلا أن يكون الإمام أمر به وهو يرى أنه الحق , فدلك في بيت المال.
قال أبي المؤثر: والذي كان يلزم عزان أن يحبس المتهمين , لأن الذي أصيبوا لم يكونوا من المحاربين , قال ومن لحقته التهمة استحلفوا بالإيمان الغليظة ما أمروا ولا فعلوا ولا حرضوا , قال فلم يفعل عزان شيئا من ذلك.
قال ويقال للذين زعموا أن الحرب لا تهمة فيها أرأيتم أن قوما خرجوا على الإمام فبعث الإمام جيشا فقاتلوهم , فلما هزموهم أقبلوا على من حولهم من غير أهل الحرب ولم يدخلوا في محاربة المسلمين؛ فحرقوا منازلهم وقتلوهم في موضعهم لكان على الإمام أن يأخذ المتهمين منهم كأخذه غيرهم؛ فإن قالوا لا فقد جاروا في قولهم , وإن قالوا نعم فهو الحق وليس على أهل السلم اعتداء , ولا يؤخذون بذنب غيرهم؛ وقد قال المسلمون: لا نأخذ بريئا بسقيم , ولا نطلب إلى أهل طاعتنا ذنب من عصانا.
قال وأصحاب عزان أخذوا البرئ بالسقيم واعتدوا على من لم يعصهم.
Bogga 215