Tuhfat Acyan
تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
Noocyada
قال: وأما أبو جعفر فقد أخبرنا علي بن محمد بن علي أن رجلا من أهل بسيا قال أنه معه ثقة أخبره أن أبا جعفر كتب إليه أن أبا المؤثر وابنه قد أحدثا في هذا الدين ما قد حل به دمهما أو قال ذمتهما , فذكرنا ذلك لمحمد ابن أبي المؤثر فقال نعم , قد كان ذلك , وقال لنا محمد بن أبي المؤثر إنه كتب إلى أبي جعفر لو حل معي منك ما حل منا ما بت على ذلك ليلة واحدة.
قال أبو الحواري: فإن كان قول أبي عفر مقبولا في أبي المؤثر فلا تقبل براءة أبي المؤثر من عزان بن تميم ولا يقتدي بها , وإن كان قول أبي جعفر لا يقبل في أبي المؤثر فالإمام أعظم حرمة؛ وأبعد من التهمة؛ فلا تقبل براءة أبي جعفر من عزان بن تميم , قال فكيف يحتجون برجلين مختلفين يحل أحدهما دم الآخر؟ قال أبو الحواري: فلما نظر أبو المؤثر قوة الحجة عليه في الآثار أمسك عن المناظرة في عزان بن تميم؛ وكف عن المراجعة فيه , وقال إنه لا يبرأ منه؛ وإنه واقف عنه؛ قال وكان هذا منه في شهر ربيع الآخر في السنة التي مات فيها ومات في شهر شوال من آخر السنة رحمه الله.
ذكر وقعة أزكى وما جرى فيها
وسبب ذلك ما وقع بين عزان بن تميم وموسى بن موسى من الوحشة والضغن , قال أبو قحطان: فلبث موسى وعزان ما لبثا وهما وليان في الظاهر؛ وأما السريرة فالله أعلم بها , ثم حول عزان القضاء عن موسى لما خافه وجمع موسى في أزكي فعالجه عزان خوفا أن يفعل به مثل ما فعل بمن كان قبله , فأخرج اللصوص من السجن , وجيش جيشا فقتلوا موسى , ثم وضعوا على أهل القرية؛ فقتلوا من قتلوا وسلبوا من سلبوا , وأحرقوا أنفسا بالنار وهم أحياء , وفعلوا ما لم يفعله أحد على ما سمعنا من أهل التوحيد , وكان ذلك بسبب ضغائن تقدمت , قال فأوى عزان المحدثين من أصحابه واتخذهم أعوانا وأنصارا؛ وأجرى عليهم الإنفاق وطرح إنفاق من تأخر عن المسير إلى أزكي فعاقب من عصاه.
Bogga 213