160

Tuhfat Acyan

تحفة الأعيان لنور الدين السالمي

Noocyada

قال وممن شهد ببراءته من الأمر الحسن ابن سعيد ومحمد ابن القاسم ابن مسبح وشهد معهم من العوام مع الاعتزال الظاهر الشاهر؛ قال وقد نسب ما فعله من الاعتزال إلى فعل الصلاح والكرم , قال وكنت مخالطا لهم وأناظرهم في هذه الأمور , فمنهم من كان مع موسى رأيه كرأيه , ومنهم من كان واقفا ولم تكن البراءة من أحد منهم حتى مات أولئك بورعهم ووقفهم وخلف من بعدهم قوم والله سائلهم عما إليه أسرعوا , قال ولعلهم يدعون إنهم أخذوا الذي أخذوا عن بشير بن محمد ابن محبوب رحمه الله وأبي المؤثر , وكنت أختلط بأبي المنذر وكنت أقرب عهدا به , وكنا جميعا بمكة وكان يلقاني وألقاه ويلتمس النظر في هذا , ويطلب الآثار , وقال لي هؤلاء الذين يدعون وليس عندهم معرفة بما أنا عليه وأنا أضعف عن القول فيما دون هذا , وما أنا إلا واقف ملتمس للحق , وهذا الذي في أيدي هذه الناس إنما أخذوه عن أبي المؤثر؛ قال فهذا عن بشير رحمه الله وكان على التوقف والورع, قال فإن كان أحد أخذ عنه غير هذه فقد رجع ومات بعد أن فارقته من مكة بقليل رحمه الله.

قال وأما أبو المؤثر فلست أدري ما كان بينه وبين هؤلاء إلا أني أعرف يقينا أن أبا المؤثر كان كاتب أبا علي وينكر مناكر كانت بصحار , ثم قدم من صحار وقد قدم راشد وكان يختلف ويلقي والدي في تلك الأسباب , وقال لي والدي وأنا أسمعه قال في أبي علي أنه أراد أن يكون بفرق ولو شهرين حتى يتفق الأمر في الصلت بن مالك فاعتزل برأيه.

Bogga 169