126

Tuhfat Acyan

تحفة الأعيان لنور الدين السالمي

Noocyada

فهذا هو المعنى الذي لخطوه , ولم يكن مرادهم نفي حقيقة الخلق عن الكتب المنزلة ولا أرادوا إثبات قديم مع الله حاشاهم عن ذلك , وأن الذي لخطوه لمعنى دقيق لا يسقط على فهمه إلا من منحه الله تعالى من مواهبه , وقد تبين لأبي عبدالله الفرق بين هذه المقالة وهي القول بخلق القرآن وبين مقالة الجهمية بحدوث الصفات الذاتية فقال القرآن مخلوق , فلما رأى أن أصحابه لا يوافقونه على هذا التصريح تركه ورجع إلى الإجمال الذي اتفقوا عليه , إذ ليس في ترك التصريح بذلك محذور لدخول القرآن تحت الإجمال وهي العقيدة التي كان عليها السلف وحصلت بها السلامة العامة , وإنما المحذور كل المحذور في إنكار صفة الخلق عن القرآن وإعطائه صفة القديم تعالى , فتفطن لهذا المقام فإنه منزلة الأقدام ومضلة الأفهام والله ولي التوفيق.

وفي زمانه اختلف في البصرة محبوب بن الرحيل وهرون بن اليمان في مسائل خالف فيها هرون قول المسلمين , وكانت أئمته فيها الشعيبية , وكتب كل واحد من محبوب وهرون رسائل إلى المهنا وإلى حضرموت , وهي سير مأثورة موجودة نقض فيها كل واحد على صاحبه ما قال به وكان الحق فيها مع محبوب فأخذت به عمان وحضرموت وتابعت اليمن هرون ولله الأمر.

وللإمام المهنا رحمه الله سيرة إلى معاذ بن حرب بين فيها معالم الإسلام ووصف فيها طريق الاستقامة وهي سيرة موجودة تدل على غزارة علمه وفرط ذكائه وقوة فهمه , والعلم لله.

Bogga 131