Tuhfat Acyan
تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
Noocyada
وصل إلينا كتابك؛ رحمك الله في الذي نظرت فيه من الأمر الواجب عليك من حق الله , وذكرت إراحة من راح إلى الجهاد في سبيل الله؛ فالله يوفقك في ذلك لرشدك ويتمم لمن نوى الخير أصدق نية ويزيدهم في ذلك بصيرة وبالثواب يقينا أعلم رحمك الله إنك علمت ببيان الله الذي بينه لك ولنا في عهده الذي عهده إليك وإلينا إلى الدعوة التي دعت , والشريعة التي شرعت للجهاد في سبيل الله حتى يكون دين الله هو الظاهر على كل دين , فذلك هو الدين يدان إليه , وهو الرأي المجتمع عليه عند من توجه إلى الله وأراد ثوابه واصطفاه الله حين أمر به وانتخب له المصطفين من عباده لا يكون إلا لهم؛ ولا يقوم إلا بهم , فأولئك لهم نصر الله وعونه وولايته وتوفيقه , وما جعله حقا لأوليائه علمته في الدنيا والآخرة , ولا يصلح إلا من الصالحين من عباد الله؛ وليس كل من استوهب أمرا وهب له , ولا من استأذن في أمر في الدخول دخل فيه , ولكل من ذلك أهل معروفون وناس موصوفون كصفة الأسلاف الماضين من أهل الهدى والسابقة والنيات الصادقة , وهذا أمر يستبين بالنظر والتفكير حتى يؤخذ منه بالثقة في كل أمر , ويبرأ أهله من كل تبعة وينقطع فيه مقال العائب, وتؤمن عواقبه؛ فإذا أتم جميع ما هو محتاج إليه مما لا عنى عنه ولا صلاح إلا به؛ استخر الله في المضي؛ واستعن بالله على العمل به , وليس الذي أمرناك بالنظر فيه من إصلاح الأمر ووضعه موضعه الذي لا يصلح إلا به جهالة منا لفضل الجهاد ولا لما وعد الله عليه , ولا تثبيطا عن الانبعاث في سبيل الله؛ فيكون كمن صد عن سبيل الله ونهي عبدا إذا صلى؛ ولكن علمنا أن ما مر له منتهي , وأنه قد جاء من الله فيه أمر بيان؛ جعله أثر لأهل الإيمان , ليس لهم أن يجاوزوا عليه فيه ولا يتعدوه إلى غيره , فإن كان المتأملون لهذا الأمر الراغبون فيه قد حل لهم المضي لهذا المر بمعرفتكم بحسن حالهم , وأنتم وراءهم الصالحون أمناء على ما قد يغيب عنك من فعلهم وسيرتهم , لأنهم منك ومصدرهم من عندك , والمأمور في أمر الأمر وله من أجره ووزره.
فانظر رحمك الله في أمر قد أتاك النظر فيه , ومن هذا الأمر نظرا بالغا حتى تعدل وتصلح ثم اغتنم منه ما حضر؛ وأعن عليه من فيه استنصر , وأمدهم بآلتهم ولا تألهم من الإصلاح وإراشة الجناح , فإنهم أهل لذلك منك لعظم عنائهم , ولما يرجى من حسن بلائهم , وقد رجوه إن أتم الله في هذا الأمر النية , وبلغ منها إلى الوجه أمنية أن يكون رحمة من الله فتحها وكرامة منه اختص بها من سهل ذلك له ومن عليه , فخذ من ذلك بالثقة واشهد فيه للرشد واسند له الاستقامة والقصد , فإن الله لك ما استهديته وتوكلت عليه , وكفى بالله وكيلا, تولاك الله وحفظك وأحسن بك في جميع أمورك والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
( بسم الله الرحمن الرحيم ) إلى الإمام عبدالملك بن حميد من هاشم بن غيلان ومحمد بن موسى والأزهر بن علي والعباس بن الأزهر وموسى وحمد ابنى علي وسعيد بن جعفر , سلام عليك فأنا نحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو ونوصيك بتقوى الله والقيام لله بسبيل ما جعلك سبيله من الأمر الذي قد أحكم فيه وصيته , وأوضح فيه معرفته , وأخذ فيه من أهله الميثاق الغليظ والعهد الوثيق؛ ولأهله عنده جزاء في العقبى بالوفاء بذلك على ما كلفك في ذلك وبالنقص على قدر ذلك , وكفى بالله مجازيا وغلى الله تصير الأمور.
Bogga 117