"رَغِم": لصق بالرغام، وهو التراب، يستعمل هذا التركيب مجازا بمعنى: كره، من
باب إطلاق اسم السبب على المسبب، أو الاستعارة، فإن حصول المكروه يشارك
رغم الأنف في الهوان.
والحديث دليل على أن الكبائر لا تسلب اسم الإيمان، فإن من ليس بمؤمن لا يدخل
الجنة وفاقا، وأنها لا تحبط الطاعات، لأنه – ﵇ – عمم الحكم ولم يفصل،
فلو كانت الكبائر محبطة على طريق الموازنة أو غيره لزم أن لا يبقى لبعض الزناة شيء
من الطاعات. والقائل بالاحباط يحيل دخول الجنة لمن هذا شأنه، وإن أرباب الكبائر
من أهل القبلة لا يخلدون في النار.
...
١٨ – ٢٦ – وعن عبادة بن الصامت ﵁،عن النبي ﷺ قال: من شهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله
وابن أمته وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق، والنار حق = أدخله الله
الجنة على ما كان من العمل ".
" عن عبادة بن الصامت ﵁ عن النبي ﷺ أنه قال: من شهد أن لا إله إلا الله وحده
لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله " الحديث.
ذكر عيسى – صلوات الله عليه – تعريضا للنصارى، وإيذانا بأن إيمانهم مع القول بالتثليث
شرك محض لا يخلصهم عن النار، أو
1 / 62