١٦ – ٢٣ – وعن معاذ ﵁ قال: كنت ردف النبي ﷺ على حمار، ليس بيني
وبينه إلا مؤخرة الرحل، فقال: " با معاذ! هل تدري ما حق الله على العباد؟
وما حق العباد على الله؟، قلت: الله ورسوله أعلم، قال: " فإن حق الله على
العباد أن يعبدوه، ولا يشركوا به شيئا، وحق العباد على الله أن لا يعذب من
لا يشرك به شيئا "، فقلت: يا رسول الله أفلا أبشر الناس؟ قال: لا، فيتكلوا ".
"عن معاذ بن جبل ﵁ أنه قال: كنت ردف النبي ﷺ على حمار، ما بيني وبينه
إلا مؤخرة الرحل، فقال: يا معاذ! هل تدري ما حق الله على العباد؟ وما حق العباد
على الله؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإن حق الله على العباد أن يعبدوه لا
يشركوا به شيئا، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا، فقلت:
يا رسول الله! أفلا أبشر الناس؟ قال: لا فيتكلوا ".
(الردف): الرديف التابع، وقوله تعالى: ﴿ردف لكم﴾ [النمل:٧٢] أي: تبعكم
من: الردف وهو العجز، و" مؤخرة الرحل ": آخرته.
والحق الثابت: تحقق العبادة على العباد قضية أمره المحتوم، وتحقق الثواب على الله
مقتضى وعده المصدق، لا إيجاب العقل علينا شكرا لإنعامه، وعليه سبحانه إثابة
لمساعي عبيده كما زعمته المعتزلة، فإن البراهين قاطعة على فساد ذلك، كما بيناه
في الكتب الأصولية.
1 / 60