349

Tuhfat Abrar

تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة

Tifaftire

لجنة مختصة بإشراف نور الدين طالب

Daabacaha

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكويت

Noocyada

بلال بالصلاة، فصلى ولم يتوضأ "، وكان يعتاد أن يصلي ركعتي الصبح، ثم يضطجع حتى يأتيه المؤذن ويعلمه، فيخرج للفرض، وقد صرحت به عائشة) وإنما لم يتوضأ).
" وقد نام حتى نفخ " أي: تنفس بصوت، لأن النوم لا ينقض الطهر بنفسه، بل لأنه مظنة خروج الخارج، ولذلك لا ينتقض وضوء من نام قاعدا ممكنا مقعده على الأرض، وإليه أشار ﵇ بقوله: " وكاء السه العينان"، ولما كان قلبه - صلوات الله عليه - يقظان لا ينام لم يكن نومه مظنة في حقه، فلا يؤثر، ولعله أحس بتيقظ قلبه بقاء طهره.
و(النور): ما يتبين به الشيء ويظهر، ومعنى طلب النور للأعضاء: أن تتحلى بأنوار المعرفة والطاعة، وتعرى عن الظلم الجهالة والمعاصي.
وللجهات الست طلب الهداية للنهج القويم والصراط المستقيم، وأن يكون جميع ما تصدى وتعرض له سببا لمزيد علمه وظهر أمره، وأن يحيط به يوم القيامة، فيسعى خلال النور، كما قال تعالى في حق المؤمنين: ﴿نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم﴾ [التحريم: ٨].
ثم لما دعا أن يجعل لكل عضو من أعضائه نورا يهتدي به إلى كماله، وأن يحيط به من جميع الجوانب، فلا يخفى عليه شيء، ولا ينسد عليه طريق = دعا أن يجعل له نورا به يستضيء الناس، ويهتدون إلى سبيل معاشهم ومعادهم في الدنيا والآخرة.
وقوله في رواية الأخرى: (ثم قام فصلى ركعتين أطال فيهما

1 / 357