287

Tuhfat Abrar

تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة

Tifaftire

لجنة مختصة بإشراف نور الدين طالب

Daabacaha

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكويت

Noocyada

رواه ابن عباس عن النبي ﷺ في مرضه الذي توفي فيه.
"ألا": حرف تنبيه يذكر لتحقيق ما بعدها، مركبة من همزة الاستفهام التي هي بمعنى الإنكار و(لا) التي للنفي، والإنكار إذا دخل على النفي أفاد التحقيق، ولذلك لا يقع بعدها إلا ما كانت مصدرة بنحو ما يتلقى به القسم، كقوله: ﴿إني نهيت﴾ [الأنعام: ٥٦] والناهي هو الله تعالى، وذلك يدل على عدم جواز القراءة في الركوع والسجود، لكن لو قرأ لم تبطل صلاته، إلا إذا كان المقروء الفاتحة فإن فيه خلافا من حيث إنه زاد ركنا، لكن لم يتغير به نظم صلاته.
وقوله:" فعظموا فيه الرب" أي: قولوا: سبحان ربي العظيم، ويشهد له حديث عقبة بن عامر وابن مسعود ونحوهما، وظاهر يدل على وجوب ذلك، كما هو مذهب أحمد وداود، إلا أن الجمهور حملوه على الندب، لأنه ﵇ لما علم الأعرابي المسيء صلاته لم يذكر له ذلك ولم يأمر به.
فإن قلت: لم أوجبتم القراءة والذكر في القيام والقعود، ولم توجبوا في الركوع والسجود؟
قلت: لأنهما من الأفعال العادية، فلا بد من مميز يصرفهما عن العادة ويمحصهما للعبادة، وأما الركوع والسجود فهما بذاتيهما يخالفان العادة، ويدلان على غاية الخضوع والاستكانة فلا يفتقران إلى ما يقارنهما، فيجعلهما طاعة.
و" قمن " - بالفتح والكسر - الجدير، وكذلك (القمين)، والأول

1 / 295