رأيت الجيش بعيني، وإني أنا النذير العريان، فالنجاء النجاء، فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا، فانطلقوا على مهلهم، فنجوا، وكذبت طائفة منهم، فأصبحوا مكانهم فصبحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم، فذلك مثل من أطاعني فاتبع ما جئت به من الحق، ومثل من عصاني وكذب بما جئت به من الحق ".
"عن أبي موسى الأشعري عن النبي ﷺ: إنما مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قوما "الحديث.
(المثل): الصفة العجيبة،وهو في الأصل بمعنى المثل، الذي هو النظير، ثم استعير للقول السائر الممثل مضربه بمورده، وذلك لا يكون إلا قولا فيه غرابة، ثم استعير لكل ما فيه غرابة من قصة وحال وصفة،قال الله تعالى: ﴿مثل الجنة التي وعد المتقون﴾ [الرعد:٣٥]،وقال: ﴿ولله المثل الأعلى﴾ [النحل:٦٠]،أي: صفتي وصفة ما بعثني الله به العجيب الشأن كصفة رجل أتى قوما وشأنه.
و"النذير العريان":مثل سائر يضرب لشدة الأمر ودنو المحذور وبراءة المحذر عن التهمة، وأصله: أن الرجل إذا رأى العدو،وقد هجمت على قومه، وأرادت أن تفاجئهم، وكان يخشى لحوقهم عند لحوقه تجرد عن ثوبه،وجعله على سائر خشبة وصاح، ليأخذوا حذرهم ويستعدوا قبل لحوقهم.
و"النجاء " بالمد: مصدر (نجا) إذا أسرع يقال: ناقة ناجية،أي: