وتسلم الحصن ، وعلته السناجق المنصورة خافقه على شرفاته والأعلام الشريفة ترفرف بأجنحة العذبات فى جنباته ، ونقل إليه الرجال والآلات والعدد والزردخمانات، وصار فى حملة الممالك الإسلامية والفتوحات المتصورية ال وهو من الحصون المنيعة والمعاقل الرفيعة موضوعا على جبل مطلا على البحر المالح، مستصعب المسالك والطرقات من جميع الأنحاء والجهات ولما سلمه أهله برغم الأنوف وخرجوا عنه بحكم السيوف، سألوا أن يتوجهوا إلى طرابلس، فتوجهوا إليها ولم يعارضهم أحد، وذلك فى شهر ربيع الأول سنة أربع وثمانين وستمائه ، فكان هذا الفتح بيمن الطلعة السعيدة المولوية السلطانية الملكية الناصرية الى أو ضحت دلائل مبعده وهو بعد في مهله . وكان السلطان قد أرسل إلى سنقر الأشقر ليحضر المنازلة إذ هو قريب من المنزلة ، فأظهر التوقف وأبدى التخلف . ولما تكررت إليه المكاتبات ، أرسل اينه معتذرا إلى السلطان عذرا لم يصادف قبولا ولا أضى كثيرا ولا قليلا، فنعه من العود إلى أبيه حنقا لتأبيه، وعاد السلطان إلى الديار المصرية.
Bogga 114