ذكر مسير مولانا السلطان أعزالله نصره من مديتة دمشق المحروسة فى طالع اليمن الذى اختاره الله ويسره وهيأد لتجديد ملكه وقدره
وأما مولانا السلطان الملك الناصر ، فإنه سار من دمشق بعد أن طمل العساكر الشامية بالنفقات وأوسعهم من سيب الصدقات وأضرب عن المكاتيات والمراسلات والمفاوضات والمشافهات : شعر
فلا كتب إلا المشرفية عنده
ولا رسل إلا الخميس العرمرم
فلم يخل من نصر له من له يد
ولم يخل من شكر له من له فم
يقر له بالفضل من لا يوده
ويقضى له بالسعد من لا ينجم
وكان خروجه منها فى يوم الثلثاء التاسع من شهر رمضان ثانى ساعة من النهار وقدم بين يديه مقدمة العسكر إلى غزة (لحفظ المضيق وحفظ الطريق ال ولقاء المهاجرين إلى أبوابه العالية وكان عليها الأمير سيف الدين كراى المنصورى وسيف الدين تمر الساقى، وهاجر إليهما زرافات من التركمان وأفراج من العربان . ومن عجيب الاتفاق أنه فى الساعة المذكورة نزل الجاشنكير عن السلطنة المذكورة الى استعارها ونضيا عنه شعارها وذلك أنه فى صبيحة الثلثاء المذكور استدعى سيف الدين سلار وبكتوت الجوكندار وقجاز السلاح دار وتحدثوا فيما آل الأمر إليه وانقلاب الدست عليه وأجالوا الرأى فى مراسلة السلطان بالاستعطاف والتوبة والاستغفار والتماس مكان يأوى إليه هو وآلزامه وعياله قبل إدراك العساكر وإشهار البواتر واستحكام القهر والغلبة وتعذر الإجابة إلى هذه الطلبة . فقال : ومن لهذه السفارة يؤديها وهذه
Bogga 201