فتوجهوا خائبين وتوجهت أنصار الناصر منصورن لأن الله تعالى جعل النصر قرينا لمولانا السلطان وأعوانه وضرب على الذين يناوثونه سرادق إذلاله وخذلانه (فما أبرموا أمرأ إلا انتقض ولا حاولوا قصدا إلا حال دونه المقدار قاعترض، فالشيعة التاصرية مقيلة إلى التقدم والفرقة الأخرى مديرة فى التقسم والتندم (بيت منرد):
إذا لم يكن عون من الله للفى
تقلب عريانا وإن كان كاسيا
ولما اتفق هذا الاضطراب الذى ذكرناه والقلق الذى وصفناه . وثب مماليك أقوش الروى المقدم ذكره عليه فقتلوه لأنه كان قد جرد لحفظ الطرقات ورسم له بالركوب فى طلب هؤلاء السائرين إلى جهة السلطان . فلما لم يدركهم نزل فى بعض الطريق ليستريح ويريح فأوفى هناك على الضريح.
ال واتصل خبر مقتله بالركن الجاشنكير، فتقاذفت به أمواج الهموم وأظلته ضمائم الغموم : ثمر
وأصبح حيران لا هتدى
وقد سد عنه سبيل الرشاد
وضل عن الرشسد فى قصده
وليس لمن يضلل الله هاد
وفى ليلة الجمعة المذكورة تحزبت جموع وتجمعت أحزاب من العامة ال و الغوغاء والسوقة وغيرهم حتى انتهوا إلى باب الاسطبلات تحت القلعة ال ورفعوا أصواتهم بالدعاء عليه ، فأخذت طائفة منهم وأدبوا وطوفوا على أن يكفوا ويقصروا ويرهبوا ويزدجروا، فا ازدادوا إلا تحاملا وتعصبا وتآلبا وتحربا، والعامة لسان الفلك الأثير وينطقون بما جرت به المقادير، ولما شاهدوا هذه الخطوب وعلم نقاد القلوب أمر باجتماع الأمراء والأكابر والمقدمين والأعيان، وجلس مجلسا عاما فى الإيوان وأحضر الخليفة المستكق، فجدد له البيعة وحضر بحضوره حكام الشريعة ورتبوا نسخة تقرا فى الجوامع وتعلن فى المحامع تتضمن على ما زعم تجديد بيعته وصحة ولايته وأراد الخطباء بجوامع مصر والقاهرة أن يقرؤوها على الملأ، فضج الناص بلسان واحد وجواب متوارد، وقالوا لا سمع له ولا لمن ولاه، ومالنا
Bogga 199