فاهوا بأشياء لم يدروا مغيها
وكان ذلك من مستحكم الضرر
غابت عواقها عهم وما علموا
ما يعلم الله فى العتبى من الخير
حتى بدا عن قليل وجه حكمتها
كما حكى الله عن موسى مع الخضر
وأرسل السلطان إلى الأمراء الذين يعلم منهم الحفظ والصيانة ويتحقق مهم الاخلاص وعدم الخيانة، ملطغات ورسالات مذكرة محقوقه المتعددة ومعلمة بهنه الأمور المتجددة . فصادفت موقعا من النفوس فوضعوها إجلالا على الرعوس ومنهم من كم أمرها وسترها ومنهم من استخفه الخوف فأظهرها، ال ولما ظهر ذلك للجاشنكير نقب عن محضرى الرسائل، فأحضرا إليه، فضربهما ضربا أليما واستدعى الملطفات والتمس إحضار المكاتبات، فأحضر إليه بعضها، فالتبس عليه التدبير واستحوذ عليه التدمير . وكلما تهيأ لنا الاجماع عنده قد أخذت فى التعريف بأن المصلحة تقتضى حفظ نظام الدين وحقن دماء المسلمين وإخماد الفتن بطلب المسالمة وإغماد الصوارم بعدم المصارمة، واذا فصلنا من عنده احتف به أعوانه وحضوه على القتال وحملوه على الأهوال ليقضى الله أمرا كان مفعولا . ولما ثبت السلطان رسائله إلى ثقاته وعلم انقيادهم إلى أبوابه وعتباته ركب من الكرك متو كلا على ربه بالنفر اليسير الذين هم اذ ذلك الحين من حزبه، واثقا بقوله تعالى (ومن يتو كل على الله فهو حسبه ) فبلغ الله به أمره وشرح له صدره وهاجر إليه الأمير سيف الدين بكتمر أمير جنذار من مماليكه والزامه / الأنصار، وهو الذى ما برح للناصر خير مناصر ال وبعده الأمير سيف الدين قطلوبك والأمير سيف بهادر الحاج والأمير ركن الدين بيبر س الشرفى الملقب بالمحنون والأمير ركن الدين بيبر س العلمى وجماعة من عسكر الشام . وكان بعض الأمراء مجردأ لحفظ الطرقات ، نازلا على اليرج الأبيض وهو الأمير بدر الدين ييليك الجاشتكير وصحبته أمراء طلبخاتاه وأمراء عشراوات لحفظ الطريق ، فقادهما التوفيق واتحازا إلى فثة السلطان، هما ومن معهما وقويت النفوس وزالت العكوس وكثرت الأنصار وحق الانتصار وتتابع المهاجرون إلى أيواب الدهليز وأزمع السلطان المسير إلى دمشق
Bogga 197