163

فكيف يكون التدبير إن هو أقام وبأى صورة ينتظم النظام . فقلت لهما : إن كان قد صمم على ذلك واطلعما عليه من باطنه ، لما دمتما على طاعته وحفظ بيعته فهو السلطان كيف كان وحيث كان ما يضره صغر المكان ، فقد كان ال رسول الله صلى الله عليه وسلم مقيمأ بمدينة يترب في أرض الحجاز والعالمون ف طاعته والأنصار والمهاجرون والمسلمون على متابعته ومن بعده الإمامان أبو بكر الصديق وعمر الفاروق رضى الله عنهما ، لم يبرحاها ولا اتخذا مقرا سواها وعمالها فى العراقين وخراسان ومصر والمغرب والشام يؤدون إلبهم الطاعة والخافة ويحملون إليهما الأفياء على بعد المسافة ولم يتعذر عليهما أمر من أمور الخلافة، فلو فرضنا ما ذكرتماه من تصميمه على إقامته بالكرك وأنتما معه على الأمر المتفق والرأى المشترك والمنابر مشرفة بخطبنه والعساكر محافظة على طاعته ، لم يتغير النظام ولا انقسم الالتيام . وانقضى بيننا الخطاب فى هذا الباب. فلما كان فى شهر رمضان صمم السلطان على الحركة وكان مقرونا بالتأييد والبركة ، فجمع الأمراء فى الخامس عشر منه بين يديه وأوصاهم بالاتفاق وعلم الشقاق وملازمة الخلمة مدة الغيبة، فأجبنا جميعا بالامتثال ال و السمع والطاعة لما قال، فلله دره من ملك أوتى الهدى والتوفيق وأعجز فكره كل هم دقيق . واهم الأمراء بتقدمم الهجن السابقة والنجائب الفائقة بالعدة الرائقة، فجير قلوبهم بقبوها وشرف نوابهم وماليكهم جميعا عند تقدمتها فمن قدم هجينا شرف تشريفا ثمينا ، ولم يزل فى ضمن ذلك بحسن ويتلطف ال و يحنو ويتعطف، ولا يذكر شيئا غير قصد الحجاز ولا يتبين ذلك إلا أنه حقيقة لا مجاز ، وعين الأمراء الذين يسيرون فى صحبته، فكل أخذ فى إعداد اهبته وهم الأمير عز الدين أيدمر الخطيرى لأنه كان أستاذ الدار وعليه المسدار فى الأسفار والأمير حسام الدين قرالاجين أمير مجلس والأمير سيف الدين الملك الجوكندار والأمير سيف الدين يلبان المحمدى أمير جندار والأمير عز الدين أيبك الرومى والأمير ركن الدين بيبرس الأحمدى وسيف الدين طقطاى الساقى وعلم الدين سنجر الجمقدار وزين الدين مبارك أميراخور وشمس الدين سنقر السعدى النقيب ويعض الماليك السلطاتية والخدام والغلمان والحاشية والألزام واتفق هذا العزم والنفوس متألمة لفراقه والقلوب متصدعة

Bogga 188